صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/118

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١٠
الفصل الخامس

الأندلسي المشهور. قال ابن الأبَّار إنه سوَّد في التأليف عشرة آلاف طبق ورقاً وإنهُ لم يصرف ليلة من عمرهِ بلا درس أو تصنيف إلا ليلة عرسهِ وليلة وفاة أبيهِ. ويُرْوَى أنَّ ابن الصابوني لما صار خازناً للكتب المستنصرية ببغداد لم يرتض أنْ يكون خازناً لكتب ينتفع بها غيرهُ ولا ينتفع بها هو بل أكبَّ على الدرس والتحبير فألَّف مجمع الآداب في خمسين مجلدًا ودر الأصداف في عشرين مجلدًا.

ومما يدلُّ على الثبات في الأعمال وتوخي إتقانها أنَّ ابن القسيس البغدادي نسخ قانون ابن سينا كلَّهُ بخطهِ وهو كتاب ضخم يقع في عشرين مجلداً ثم خرجت النسخة منهُ بحكم شرعي وحصلت لخزانة المدرسة المستنصرية فلمَّا أسنَّ طلبها وقابلها وصححها وأعادها إلى مكانها فنسبهُ مبغضوهُ إلى فضول ومحبوهُ إلى مثوبة يتوخاها. فقال كلا الفريقين مخطئٌ وإنما فعلت ذلك لئلا يُزرَى عليَّ بعد موتي.