صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/122

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١٤
في المصورين والنقاشين

صغير أضر به كثيراً لأنه لم يصادف صعوبات كثيرة ولم تعلمهُ التجارب بل اكتفى بما وصل إليه بغير تعب

ورتشرد ولسن كان وهو ولد صغير يمسك فحمة ويرسم بها صور الرجال والحيوانات على جدران بيت أبيهِ وكان مغرماً برسم الأشخاص ولكن حدث مرة وهو في رومية أنهُ أتى بيت زُكارلي وكان زكارلي غائباً فأخذ يصور الأراضي الواقعة تجاه كوة الغرفة التي كان فيها. ثم أتى زكارلي ورأى تلك الصورة فاندهش من حسن منظرها وقال لهُ هل تعلمتَ تصوير الأراضي فأجابهُ كلَّا، فقال لهُ إذن أنصحك أنْ تتعلمهُ وأؤكد لك أنك مصيب نجاحاً عظيماً فانتصح بهذه النصيحة وتعلم هذا الفن، وتعب على إتقانه تعباً جزيلًا فصار رأس مصوري الإنكليز في تصوير الأراضي

ولما كان السر يشوع رينلدز صغيراً كان يترك دروسهُ ويلتهي بالرسم وقد نهاهُ أبوهُ عن ذلك مراراً كثيرة فلم يزدد إلَّا ولعاً وانشغافاً وبقي على ذلك حتى صار مصوِّراً شهيراً. وغنسبرو كان يمضي إلى الغابات وهو ولد صغير ويمارس التصوير ولم يبلغ الثانية عشرة حتى صار مصوراً ماهراً. قيل إنه لم يرَ منظراً يستحق التصوير إلا صوَّرهُ. ووليم بلاك كان أبوهُ يبيع الجوارب وكان هو يسلّي نفسهُ وهو صغير برسم صورٍ على ظهر قوائم أبيهِ وعلى مائدتهِ. وإدوارد برد كان يصعد على كرسي وهو ابن أربع سنوات ويرسم على الحائط ما دعاه صور الجنود الفرنساوية والإنكليزية ولما كبر قليلًا وضعه أبوه عند رجل يصنع صواني الشاي فتعلم هذه الصناعة ثم ارتقى بدرسهِ واجتهادهِ حتى صار من أعضاءِ مدرسة التصوير الملكية. وهوغرس لما كان في المدرسة كان مشهوراً بالكسل وكان متأخراً في دروسهِ إلا أنهُ كان متقدماً على كلِّ التلامذة في الكتابة وفي تجميل ما يفرض عليهِ المعلم كتابتهُ. ثم وضعهُ أبوه عند صائغ فتعلم الرسم على الملاعق والنقش عليها.