صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/124

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١٦
في المصورين والنقاشين

وقال للفتى ماذا تريد يا ابني فقال يا مولاي أرغب في أنْ تدخلني إلى مدرسة التصوير. وكان بيدهِ بعض الصور التي صورها فقال لهُ بنكس (بعد أن أفهمهُ أنَّ إدخال التلاميذ غير منوط بهِ) أرني هذه الصور فأخذها وتَرَوَّى فيها ثم التفت إليهِ وقال لهُ لا تستعجل في الدخول إلى المدرسة بل اذهب الآن إلى بيتك وواظب على دروسك واجتهد لكي تصور صوراً أحسن من هذه وتعال إليَّ بعد شهر وأرني تصويرك. فذهب وعكف على التصوير باجتهاد شديد ورجع إليهِ بعد شهر فرأى بنكس أنَّ تصويرهُ صار أحسن إلا أنهُ نصحهُ لكي يداوم على الدرس والتصوير فرجع إليه بعد أسبوع وإذا بتصويرهِ قد تحسن كثيراً فطيَّب قلبهُ وقال لهُ إذا فسح الله لك في الأجل صرت من المصورين العظام وهكذا كان

إنَّ سبب الأكبر لشهرة كلود لورين اجتهادهُ العظيم فإنهُ وُلِد في شمبانيا من والدين فقيرين ووضع في صباهُ عند حلواني ليتعلم صناعتهُ وكان لهُ أخ أكبر منهُ حرفتهُ حفر الخشب فنقلهُ إلى حانوتهِ ليتعلم هذه الحرفة فأظهر فيها مهارةً فائقة. وحدث أنَّ رجلًا مرَّ بهِ وطلب من أخيهِ أنْ يسمح لهُ باستصحابهِ معهُ إلى إيطاليا فقبل طلبهُ وأرسلهُ معهُ فوصلا إلى رومية ودخل كلود في خدمة أغستينوتسي مصور الأراضي فتعلم منهُ هذه الصناعة، وطاف إيطاليا وفرنسا وألمانيا وكان ينفق من بيع ما يصورهُ في طريقهِ من المناظر الطبيعية. ثم رجع إلى رومية فتقاطر الناس عليهِ يطلبون صورهُ فحاز شهرة عظيمة انتشرت في كلِّ أوربا. وكان يقضي جانباً كبيراً من وقتهِ في تصوير الأبنية والأراضي والأشجار والأوراق وما أشبهُ ويبقي صورها إلى حين الحاجة لكي يدخلها في ما عساهُ أن يصوره. وكان يراقب الجو أياماً كثيرة من الصباح إلى المساءِ ويلاحظ تغيراتهِ بمر السحاب واختلاف النور. وبمواظبته على ذلك مهر في صناعتهِ مهارة فائقة فنال الاسم