صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/127

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۱۹
الفصل السادس

لورنزودي مديشي في فلورنسا وكان يأمل أنْ يعلم ابنهُ العزف الفلوت ولكنهُ لم يلبث طويلًا حتى أُخرج من منصبهِ فاضطُر أنْ يعلمهُ حرفة أُخرى فوضعهُ صانعاً عند صائغ وكان لهُ رغبة شديدة في الرسم والتصوير فمهر في صناعة الصياغة. وحدث ذات مرة أنهُ دخل في خصام حدث في المدينة فنُفي من وطنهِ سنةً فذهب إلى سينَّا وكان يعمل عند صائغ فيها فازداد خبرة في فنَّي الصياغة والجوهرية

وكان لم يزل من عزم أبيهِ أنْ يعلمهُ الغناءَ فبقي يمارس العزف بالفلوت كرهاً لأنه لم يكن يلتذ إلا بالنقش ثم رجع إلى فلورنسا ودرس أعمال ليونردو داڤنشي وميخائيل أنجلو ومن ثَمَّ قصد رومية ليتقن صناعة الصياغة فأتقنها ورجع إلى فلورنسا ولهُ شهرة عظيمة. ولكنهُ كان نَزِقاً سريع الغضب فوقع في ما ألجأهُ إلى الهرب من فلورنسا في زي راهب فأتى إلى سينَّا وسار منها إلى رومية. وصادف في رومية حظًّا وافراً وأُدخل في خدمة البابا كصائغ وموسقي وكان يدرس مصنوعات أمهر رجال الفن ويرصع بالجواهر وينقش الخواتم ويحفر الذهب والفضة والنحاس ففاق كلَّ معاصريهِ. ولم يسمع بصائغ مشهور في عملٍ من أعمال الصياغة إلَّا عزم أنْ يفوقهُ فيهِ ولم يترك فرعاً من صناعتهِ إلا حاز فيهِ قصَب السَّبْق. وكان مع اجتهادهِ الجزيل سريع التنقل لأننا نراهُ مرةً في فلورنسا وأخرى في رومية وأخرى في منتوى ثم في رومية فنابولي ففلورنسا فباريس. وكان يسافر من مكان إلى آخر على ظهر الخيل فلم يستطع أنْ يأخذ معهُ أمتعةً كثيرة ولا أدوات ولكن كان حيثما حلَّ صنع الأدوات اللازمة له. ولم تخرج من يدهِ قطعة من الحُلِي كبيرة كانت أو صغيرة إلا وهي في غاية الإتقان في شكلها وصوغها ونقشها لأنهُ كان يصنع كلَّ شيءِ بيدهِ. قيل إن جرَّاحاً دخل ذات يوم دكان صائغ ليعمل عملية جراحية في يد ابنتهِ فالتفت سليني (وكان مع من حضر) إلى سكين الجراح وإذا بها ضخمة عديمة