صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/128

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۲۰
في المصورين والنقاشين

الإتقان فطلب إليهِ أنْ يتمهل بضع دقائق ثم هرع إلى دكانهِ وأخذ قطعة من الفولاذ الجيد وصنعها سكيناً جميلة المنظر بديعة الإتقان وأعطاها للجراح فعمل العملية بها

ومن أعظم التماثيل التي صنعها سليني تمثال جوبيتر صنعهُ للملك فرنسيس الأول وتمثال فرساوس من النحاس صنعهُ للغران دوق كسمو الفلورنسي وصنع تماثيل من المرمر لأبلُّو وهياسنثوس ونرسِسْوس ونبتون. أما تمثال فرساوس فإنهُ صنعه أولًا من شمع وأراهُ للغران دوق فقال إنهُ لمن المحال أنْ يُسبَك تمثال من نحاس مثل هذا فدبَّت الحمية في رأس سليني وقال لا بد من أنْ أسبكه هكذا ومضى من ساعتهِ وصنع تمثالًا من الخزف وسواهُ ثم غطاهُ بالشمع وجعل ظاهر الشمع بهيئة التمثال تماماً ثم غطى الشمع بطبقة أخرى من الخزف وشواهُ ثانية في حفرة محفورة تحت الأتون الذي ذوَّب فيهِ النحاس فذاب الشمع وترك خلاءً بين الخزفين لكي يسكب فيهِ النحاس المصهور. ولكنهُ أوقد حطباً من الصنوبر وهو كثير المواد القلفونية فاحتدمت النار حتى احترق المكان الذي كان العمل فيهِ ثم عصفت الرياح وهطلت الأمطار فأخمدت النار ولم يُصهَر المعدن. فمضى عليهِ ساعات كثيرة وهو يحاول إبقاءَها محتدمة وقاسى في ذلك تعباً شديداً فأعيا من شدة التعب حتى خاف أنْ يقضي نحبهُ قبل أنْ يكمل سبك التمثال فترك العمل إلى معاونيهِ ومضى إلى سريرهِ ولكن لم يمضِ إلا برهة يسيرة حتى دخل واحد منهم وقال لهُ قد فسد كلُّ عملك فهرع لساعتهِ إلى الأتون وإذا بالنار قد خمدت والمعدن قد جمد فاستحضر حطب سنديان يابس من عند جارٍٍ لهُ وأخذ يوقد بكثرة فاحتدمت النار وصهر المعدن إلَّا أن الرياح كانت لم تزل تعصف شديداً والأمطار تهطل غزيرة فأقام سترة من الموائد والنُّسُج وجلس تحتها يزج بالوقود ثم رمى في الأتون قطعة من اللحام فوق المعدن وحرَّكهُ جيداً فذاب