صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/132

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٤
في المصورين والنقاشين

الدرجة العليا ولاسيما حينما صوَّر صورة الفوست وصورة فرنسيسكا ده ريميني وصورة يسوع المعزي وصورة النساءِ القديسات وصورة القديس مونيكا والقديس أوغسطينوس وغيرها.

قال المستر غروت إنَّ مقدار التعب الذي تكبدهُ شفر في عمل صورة فرنسيسكا يفوق الوصف وذلك لأن معرفتهُ بأصول العلوم اللازمة لفن التصوير كانت نزرة جدًّا حتى إنه اضطر أنْ يتسلق في عراقيبها الشاهقة وليس لهُ دليل سوى عقلهِ الثاقب. وكان عليهِ أنْ يجرب أموراً كثيرة في تركيب الألوان قبل أنْ يصل إلى المطلوب. وكثيراً ما كان يصور الشيء ثم يمحوهُ ويصورهُ ثانية وثالثة حتى يوافق ذوقهُ. فكأن الطبيعة قد وهبتهُ قوة الصبر والمزاولة بدل نقص معارفهِ

ومن الصنَّاع الذين كان شفر يُعْجَب بهم فلكسمن قال مرة لأحد أصحابهِ إذا كنتُ قد اقتبست شيئاً في صورة فرنسيسكا وإن يكن عن غير قصد فمن صور فلكسمن. أما فلكسمن هذا فهو ابن رجل فقير حرفتهُ بيع تماثيل الجبسين وكان في صغرهِ نحيف الجسم فكان يُوضَع في دكان أبيهِ ويُسنَد بالمساند ويتسلَّى بالقراءة والرسم. وحدث ذات يوم أنْ زار دكان أبيهِ القس متيوس وهو رجل فاضل فرأى هذا الولد عاكفاً على قراءة كتاب فتطلع وإذا الكتاب نسخة من كُرنيليوس نبوس اشتراها لهُ أبوهُ من بعض المكاتب فتحدث معهُ قليلًا ثم قال لهُ إنَّ هذا الكتاب لا تناسبك قراءتهُ ولكني سآتيك بكتاب أفضل منهُ فأتى في اليوم التاني وبيدهِ نسخة من هوميروس ونسخة من دون كوِزوت فقرأهما بلذة وللحال شغفت قلبهُ حماسة هوميروس وكان في دكان أبيهِ كثير من التماثيل التي تشخص أجكس وأكلس فعزم أنْ يصور صور الأبطال الذين قرأ سيرهم. فكانت هذه الصور خالية من كلِّ إتقان مثل صور غيرهِ من الأحداث المبتدئين.