صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/135

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۲۷
الفصل السادس

والاقتصاد لأني لا أريد أنْ يقال إنَّ حنة دنمن أعدمت يوحنا فلكسمن صناعتهُ فقال إذن أَمْضِي إلى رومية وتكونين معي وسوف أُري الرئيس (يريد بهِ رينلدز لأنهُ كان رئيس مدرسة التصوير) أنَّ الزواج يأول إلى خير الرجل لا إلى ضرهِ

فبقيا خمس سنوات في بيتهما الصغير واضعين زيارة رومية نصب أعينهما ولم ينفقا درهماً واحداً في غير محلهِ بل كانا يذَّخران كلَّ ما يمكنهما ذخرهُ لينفقاهُ في ذلك السفر الطويل ولم يكاشفا أحداً بما أضمراهُ ولم يطلبا مساعدة المدرسة بل اعتمدا على عمل أيديهما وميل قلبيهما. ولم يكن فلكسمن قادراً على ابتياع المرمر ونقش التماثيل المبتكرة ولكنهُ صنع عدة تماثيل مما يوضع فوق اللحود حسب طلب أهلها فكسب بها ما يكفي لنفقة بيتهِ وذخر أجرتهُ التي كان يأخذها من ودجود

ولما صار لديهِ ما يكفيهِ للسفر قام هو وامرأتهُ وتوجها إلى رومية ولما وصلاها أخذ ينسخ المصنوعات القديمة ويبيع ما ينسخهُ للزوار وفي ذلك الوقت رسم هوميروس وأسكيلوس ودنتي وباع كلَّ رسم بخمسة عشر شلناً وصنع رسماً لكوبد (إله الحب) وأورورا (إلهة الفجر) وصنع صورة فوري (إلهة النقمة) ثم أخذ يتأهب للرجوع إلى إنكلترا لأنهُ كان قد نال بغيتهُ. وقبلما ترك إيطاليا انتخبتهُ جمعيتا فلورنسا وكارارا عضواً فيها. ولما وصل إلى لندن وجد أنَّ شهرتهُ قد سبقتهُ إليها وأنَّ أعمالًا كثيرة مهيأة لهُ منها التمثال العظيم الشهير الذي صنعهُ لِيُنْصَب فوق لَحْدِ لورد منسفيلد في وستمنستر ولم يزل هذا التمثال تذكاراً لمهارة فلكسمن. قال بنكس النقاش وهو في معظم شهرتهِ عندما ما رأى هذا التمثال «قد قصَّرنا كلنا عن هذا القصير» يريد بهِ فلكسمن

ولما سمع أعضاء المدرسة الملكية برجوعهِ ورأوا ما أذهلهم من المهارة التي أظهرها في تمثال منسفيلد طلبوا إليهِ بلجاجة أنْ يدخل