ثم اقتضى عملهُ أنْ يذهب إلى شفيلد فذهب إليها وأعلن في الجرائد أنه يصوّر الناس بالكربون وبالزيت وأول صورة صورها بالكربون باعها بجنيه إنكليزي وأوَّل صورة صوَّرها بالزيت باعها بخمس جنيهات وحذاءِ ثم رجع إلى لندن لِيَدْرُس في المدرسة الملكية ولم يلبث طويلًا حتى عاد إلى شفيلد وأعلن في الجرائد أنه يصنع تماثيل الناس بالجبسين ويصورهم تصويراً. فطُلب منهُ أنْ يعمل تذكاراً لقسيس مُتوفًّى فعملهُ عملًا متقناً. ولما كان في لندن صنع تمثال رأس الشيطان لكي يعرضه في معرض التصوير وهو أول مبتكراتهِ وكان في غاية المهابة والغرابة. قيل أن صاحباً له زارهُ في أواخر حياتهِ والتفت إلى هذا الرأس فاندهش من منظرهِ فقال تشنتري إنَّ هذا الرأس أول مصنوعاتي في لندن وقد صنعتهُ وأنا ساكن بين السقف والقرميد وعلى رأسي قلنسوة من الورق ولم يمكني حينئذٍ أنْ أشتري أكثر من شمعة واحدة فكنت أركزها في قلنسوتي لكي تدور معي كيفما درت. ولما عُرِض هذا الرأس في معرض المدرسة الملكية رآه فلكسمن المار ذكرهُ فأعجبهُ حسن صنعتهِ وكان قوم يطلبون منه نحَّاتاً ليعمل أربعة تماثيل نصفية لأربعة قواد فأشار عليهم بتشنتري فعمل التماثيل وأجاد. وحينئذٍ دُعي لعمل تماثيل أُخرى فترك فن التصوير وأخذ في النحت مع أنهُ كان قد استعمل النحت قبل ذلك ثماني سنوات ولم يكسب منهُ أكثر من خمس جنيهات. ومن أشهر ما نحتهُ رأس هورن توك وكان هذا التمثال سبباً لتشغيلهِ باثني عشر ألف جنيه. فعُدَّ بين مهرة النحاتين واختير من بين ستين نحاتاً لعمل تمثال الملك جورج الثالث لمدينة لندن. وبعد ذلك بقليل عمل تمثال البديع الأولاد النائمين. ومن ثَمَّ أخذ صيتهُ يمتد في الآفاق وشهرتهُ تزيد يوماً فيوماً. وقد نال كلَّ ما نال بالصبر والاجتهاد والمواظبة. نعم إنهُ كان ذا موهبة طبيعية فائقة ولكنهُ اجتهد في استعمالها حق الاستعمال. وقد أدخل البساطة
صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/137
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۲۹
الفصل السادس
۹