صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/155

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٤٧
في العمل وأعيان الأمة

يكن الأمر كذلك بل إنهُ رجع إلى أسوج لكي يعرف ما هو النقص في الآلات التي عملها فلما دخل معامل الحديد قابلهُ العمال بكل ترحاب وكان يلعب على الربابة كجاري عادتهِ فنوَّموه بينهم داخل المعمل مخافة أنْ يهرب كما هرب أولًا ولم يخطر ببالهم أنهُ أتى ليسرق صناعتهم. فأخذ يمعن نظرهُ في الآلات فعرف سبب النقص في آلاتهِ وبقي زمناً كافياً لطبع صورها في ذهنهِ بعد أنْ صوَّر البعض منها حسب طاقتهِ ثم ترك المعمل على حين غفلة ورجع إلى بلادهِ وعاد إلى مشروعهِ وأصلح خللهُ ونجح فيه نجاحاً تامَّا وكسب غنًى وافراً وهيَّأَ عملًا لكثيرين من الصناع وكان يساعد في كل الأعمال الخيرية وأنشأ مدرسة مجانية في ستوربردج على نفقتهِ وابنهُ ثوماس أنشأ معهداً لتربية الأولاد في أُلدسوِنفورد. وقد أُدخل هذا البيت الشريفة في عهد الملك تشارلس الثاني.

ووليم فبس مؤسس عائلة نرمنبي وُلِد سنة ١٦٥١ وكان لهُ عشرون أخاً وخمس أخوات ولم يكن لهم ميراث من أبيهم إلا صحة أبدانهم أما وليم هذا فكان يحب سفر البحر ويفضلهُ على رعاية الغنم التي قضى صباهُ فيها وكان يشتهي دائماً أنْ يصير بحريّاً ويجول في العالم. وحاول الدخول في مركب فلم يجد فمضى وصار صانعاً عند باني مراكب وتعلم هذهِ الصناعة وأتقن القراءَة والكتابة في أوقات الفراغ ثم انتقل إلى بُستُن وتزوج بأرملة غنية وأنشأ دراً لبناءِ المراكب وبنى مركباً ونزل فيهِ وأخذ يتجر بالأخشاب وبقي على ذلك عشر سنين.

وحدث أنهُ كان مارًّا ذات يوم في أسواق بستن فسمع بحريّاً يقول لآخر قد انكسر مركب إسبانيولي فيهِ مال كثير عند جزائر بهاما فلما سمع ذلك جمع جماعة من البحارة ونزل في مركبهِ وقصد السفينة المكسورة فاهتدى إليها وخلص كثيراً من شحنها ويسيراً من النقود التي فيها وكل ما خلصهُ لم يزد على النفقة التي أنفقها إلا أنَّ نجاحهُ أضرم فيهِ