صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/160

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٥٢
الفصل السابع

سبب غناهُ وغنى نسلهِ من بعدهِ. كان أبوهُ فلاحاً ولم يُعلِّم أولادهُ إلا قليلًا ولكنهم أفلحوا جميعاً. وجديا هذا ثاني أولادهِ. وكان يساعده في الفلاحة فأظهر من حداثتهِ ميلًا إلى عمل الآلات وحسَّن كثيراً في أدوات الفلاحة التي كانت مستعملة وقتئذٍ. ثم مات عمهُ فأخذ حقلهُ وتزوج بابنة رجل حرفتهُ بيع الجوارب فأخبره أخوها أنَّ كثيرين قد اجتهدوا في اختراع آلة لعمل الجوارب المضلعة ولم يقدروا فعزم أنْ يمتحن ذلك فاستحضر آلة لاصطناع الجوارب ونظر فيها مليًّا حتى عرف كيفية العمل بها ثم أخذ يغير تركيب إبرها ويزيدها حتى صارت تنسج جوارب مضلعة فعرضها على الحكومة فأجازت لهُ استعمالها ثم انتقل إلى دربي وأخذ يعمل الجوارب المضلعة فيها. واشترك مع أركريت المار ذكرهُ. وكان أولاد جدّيا مثله في الاجتهاد والمهارة وإدورد بن وليم اخترع العجلة المعلقة وصنع ثلاث مركبات عجلاتها معلقة. وقد اشتُهرت هذه العائلة شهرة فائقة لأنها استخدمت ثروتها لأعمال حميدة ولاسيما لأنها لم تترك واسطة لتهذيب أخلاق العاملين في معاملها إلا استخدمتها. وكانت تشترك في كلِّ الأعمال الخيرية بسخاءٍ من ذلك أن يوسف سترت وهب روضاً واسعاً لأهل مدينتهِ. وقال من خطبة وجيزة تلاها عليهم حينما وهبهم إياه «أنَّ السعد قد خدمني مدة حياتي فلا يليق بي إلا أنْ أخصص قسماً من ثروتي بالذين رُبِّيت بينهم واعتضدت بهم»

إنَّ أكثر الذين أحرزوا الشرف والسيادة برًّا وبحراً قديماً وحديثاً أحرزوهما بكدهم وجدهم فمنهم من أحرزها في حومة الوغى كنلسن وسنت وفنسنت وليونس وولنتن وهل وهردن وكليد وغيرهم ممن نالوا شرفهم بذراعهم ولكن أكثر أشراف الإنكليز ارتقوا إلى سدة الشرف بالعمل والكدح لا بقيادة الجيوش. فإن نحو سبعين شريفاً حصلوا الشرف وعملهم القضاء أو المحاماة. وكثيرون كانوا أبناء محامين