صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/170

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٢
الفصل الثامن

سقطت في مثل ذلك لا سمح الله صعب عليك النهوض. وإني لمتيقن أنَّ كل شاب يقدر أنْ يكون كما يشاءُ. وأنا جريت هذا المجرى فنتجت كل سعادتي ونجاحي من المنهج الذي نهجتهُ لنفسي وأنا في سنك. فإذا عزمتَ الآن أنْ تكون مجدًّا ومجتهداً فتسرّ كل حياتك بأنك عزمت هذا العزم». والإرادة هي الدأب والمزاولة والمواظبة والثبات فلذلك لا تحتاج إلَّا إلى التدريب فإذا دُرِّبت على الشر كانت شيطاناً مريداً وكان العقل لها عبداً ذليلًا وإذا دُرِّبت على الخير كانت ملكاً عادلًا وكان العقل لها وزيراً فاضلًا وعكفا كلاهما على خير الإنسان

والإرادة لغةً نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها ذلك الميل عليهِ فمن أراد أمراً فإرادتهُ تحملهُ على عمله بل تسهّل لهُ العمل وتهوِّن عليهِ المصاعب حتى إنَّ «من أطاق التماس شيء غلاباً واغتصاباً لم يلتمسهُ سؤالًا». والعزم لغةً عقد القلب على الشيءِ فمن عقد قلبهُ على أمر وأرادهُ عمله قدر عليهِ ألا ترى أنَّ رشليه ونبوليون الأول طلبا أنْ تُلغى كلمة مستحيل من كتب اللغة. أمَّا نبوليون فكان أكره شيء إليهِ هذه الكلمات «لا أقدر. لا أعرف. مستحيل» فكان جوابه للأولى حاول وعن الثانية تعلم وعن الثالثة جرِّب. وكاتبو سيرة حياتهِ يقولون إنها مثال للنشاط في استعمال القوى التي لا يخلو قلب من جراثيمها. ومن أمثالهِ إنَّ من الحزم لحكمة. ولا يمكن أنْ يظهر مقدار ما تفعلهُ الإرادة أكثر مما ظهر في حياة هذا الرجل العجيب لأنهُ صبَّ كلَّ قوى عقلهِ وجسدهِ على عملهِ فأخضع أمماً وقهر ممالك وقيل لهُ يوماً إن جبال الألب الشاهقة تمنعك عن التقدم فقال يجب أنْ تُلغَى من الأرض. وهو الذي قال إنَّ كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس المجانين. وكانت أشغالهُ تفوق الوصف فكان يشغل أربعة كتبة وينهكهم من التعب. وقد ألقى النخوة في قلوب كثيرين. وقال مرة إنني صنعت قوادي من الطين. لكن يسؤُنا أنْ نقول إنَّ حبهُ