صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/285

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۲۷۷
الفصل الثاني عشر

الاقتصادية والماليَّة فلم يوافقهُ رئيس أساقفة كنتربري مخافة أنْ يتعرَّض لأعشار القسوس

ومن الأمور الكثيرة التي تظهر علوَّ همتهِ ومضاءَ عزيمتهِ الحادثة الآتية. وهي أنهُ في سنة ١٧٩٣ وقف دولاب الأعمال بواسطة الحرب فأفلس كثير من تجار منشستر وكلاسكو وأضحت بيوت كثيرة عظيمة على حافة الإفلاس لا لقلة مقتنياتها بل لانغلاق باب التجارة والأمانة (كرديتو) فارتأى السر يوحنا في البرلمنت أنْ تصدر الدولة أوراقاً مالية على الخزينة بخمسة ملايين جنيه وتديِّنها للتجار الذين يقدرون أنْ يقدموا ضمانة فقُبِل هذا الرأي وفوِّض إليهِ مع بعض الأعضاء الذين انتخبهم إتمام هذا العمل. وكان الوقت حينئذٍ ليلًا وخافَ من تأجيل الأمر فنهض صباحاً ومضى إلى الصيارفة واستقرض منهم بكفالتهِ سبعين ألف جنيه وأرسلها في ذلك اليوم إلى التجار. ثم التقى بهِ المستر بت في المجلس وأخذ يتأوه لأنهُ لا يمكن أنْ تفرج منسشتر وغلاسكو في وقت قصير كما كان يظن إذ لا بد من أيام كثيرة لجمع النقود اللازمة فأجابهُ السر يوحنا أنَّ النقود قد مضت من يومين ثم قصَّ عليه واقعة الحال فعرا بت الانذهال. ومازال هذا الفاضل آخذاً في أعمالهِ باجتهاد وسرور إلى أن أدركته الوفاة فصار أفضل مثل لأسرتهِ ولأهل بلاده بل شامة في وجنة بريطانيا. وقد أحرز الخير لنفسه وهو يطلب خير غيرهِ لا بجمع الثروة بل بما ناله من السرور والراحة الداخلية والسلام الذي يفوق كلَّ عقل. وتمَّم ما يجب عليهِ لوطنه ولم ينسَ ما يجب عليهِ لأهل بيته. وبنوهُ وبناتهُ ارتقوا في درجات المجد. وأعظم ما كان يفتخر بهِ عندما ناهز الثمانين أنهُ ربَّى سبعة بنين وما منهم من استدان مالًا لا يقدر على إيفائهِ أو أحزن أباهُ بعمل شيء وكان تجنبه ممكناً