صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/286

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الفصل

الفصل الثالث عشر

في الأدب واللطف1

قال الشاعر تنسن ما معناه:
ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها
سوى الفاضل الندب الأديب المجرب
تراه بماء اللطف طهر ثوبه
وزين حوباه بخلق مهذَّب
وقالت جريدة التيمس إنَّ ما يرفع البلاد ويقويها ويعظمها ويبسط سطوتها المادية والأدبية ويجعلها معتبرة مطاعة ويخضع تحتها أمماً وممالك هو الأدب آلة الطاعة وأساس العظمة وتاج الرآسة وعرش السلطنة وصولجان القوة

الأدب تاج الحياة ومجدها وأفضل ما يملكه الإنسان وهو الشرف بالذات والمال بالاعتبار. هو الذي يرقِّي الأمة ويرفع شأن جميع المناصب ويغني أكثر من الثروة ويشرِّف أكثر من الشهرة وليس هو تحت الخطر مثل الأولى ولا عرضة للحسد مثل الثانية. وهو نتيجة الصدق والاستقامة والثبات الصفات التي يحترمها الجميع أكثر من أي صفة كانت. الأدب مظهَر الطبيعة الإنسانية في أفضل معانيها وأحسن مبانيها وأهلهُ روح الهيئة الاجتماعية ومصدر قوَّة الدولة الحسنة السياسية لأن الصفات الأدبية هي الحاكمة على الكون. قال نبوليون إنَّ نسبة القوى الأدبية في الحرب إلى القوى المادية كنسبة عشرة إلى واحد. وقوَّة الأمم واجتهادهما وتمدنهما تتوقف على أدب أفرادهم. وما الشرائع والأحكام سوى ظواهر الأدب. وميزان الطبيعة العادل لا يُنيل الأفراد والأمم والشعوب إلا ما يستحقونهُ فذو


  1. الأدب لغة مالكة تعصم من كانت فيه عما يشينه وقد ترجمنا بها كلمة character واللطف معاملة الناس بالرفق واللطيف الذي يعامل الناس بالرفق وقد ترجمنا به كلمة Gentleman