صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/36

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٨
أرباب الصنائع

فوق بابهِ «هلمُّوا إلى الحلاق الأرضي فإنهُ يأخذ على الرأس عشرين بارة» فاضطرَّ رصفاؤهُ الحلَّاقون أنْ يقلِّلوا أجرة الحلاقة مجاراةً لهُ فأعلن أنه يحلق حلاقة جيدة بعشر بارات. وشاع حينئذ لبس الشعور العارية فترك صناعة الحلاقة وأخذ يجول في البلاد يبيع الشعر والخضابات الكيماوية.

وما طالبُ الحاجاتِ من كلِّ وِجهة من الناس إلَّا من أجدَّ وشمَّرا ومع كل إقدامه واجتهاده لم يكن يكسب أكثر مما يكفي للقيام بمعيشتهِ.

ونحو ذلك الوقت بطل لبس الشعور العارية فاضطر أنْ يترك تجارتها ويأخذ في عملٍ آخر وهو اصطناع الآلات أو كما كان يُقال اختراع الاختراعات. وفي غضون ذلك جُرِّبت التجارب الكثيرة لاختراع آلة للغزل فعزم أنْ يزج نفسهُ بين المجرِّبين فألقى دَلْوه في الدلاءِ عازماً أن لا يرجع إلَّا غانماً وكان قد أضاع قسماً كبيراً من وقتهِ في اصطناع آلة تتحرَّك حركة دائمة كما هو شأن أكثر محبي الحرَف فأعدَّ عقلهُ لاختراعٍ أهمَّ وأثبت وهو اختراع آلة الغزل. ولما أخذ فيه اكبَّ عليهِ برغبة شديدة إلى أنْ نفِد ما جمعهُ من المال اليسير. فلما رأت زوجته ذلك فرغ ما عندها من الصبر فاختطفت جميع آلاته ورسومه وأطعمتها النار أملةً أن تصرفهُ عنها إلى اتباع حرفة تقوم بحاجات بيتهِ. فاستشاط منها غيظاً وهجرها.

وكان قد استعان برجلٍ صانع ساعات اسمهً كاي على عمل الآلة التي قدَّر لها الحركة الدائمة فظنَّ بعضهم أنَّ كاي هذا أخبرهُ بمبدأ الغزل بالبكرات وقيل بل خطر على بالهِ مبدأ آلة الغزل عند رؤيتهِ قطعة حديد محماة قد استطالت بمرورها بين أسطوانتين من حديد. وكيفما كان اتصالهُ إلى مبدأ آلة الغزل فمن المعلوم أنه تفرَّغ لها بكليتهِ ولم ينفكَّ عنها حتى جاءَ بالنتيجة التي ليس لكاي من فضل عليه بها سوى عملهِ لهُ المثال حسب إرشادهِ. إلَّا أنهُ صادف مصاعب كثيرة في إشهار