ولكنهما اتفقا بعد مدة على أنْ يدفع بيل نصف شلن فوق الثمانية الشلنات. وكان لِيتس ابنةٌ صغيرة اسمها ألِن فعلق بها قلب بيل وانتظرها عشر سنوات إلى أنْ بلغت السابعة عشرة فاتخذها لهُ زوجة فكانت من أكبر مساعديهِ لأنها كانت تكتب مكاتيبهُ وحساباتهِ فإنهُ لم يكن يحسن الكتابة. وهي أم السير بيل رئيس وزراء إنكلترا وتُوفِّيت سنة ١٨٠٣ بعد أنْ قُلِّد زوجها رتبة البارونية. قيل إنَّ المعيشة في لندن أضرَّت بصحتها لأنها كانت مخالفة لما اعتادتهُ في بيت أبيها فجعل أبوها يقول لو لم يجعل روبرت ابنتنا سيدة ما ماتت باكراً.
واستمر يَتْس وبيل وشركاؤهما مدة طويلة جارين في سبيل النجاح وكان بيل مقدامهم باجتهادهِ وانصبابه وحكمته ومهارتهِ في البيع والشراءِ وقدرتهِ على مواظبة أعمالهِ إلى حدٍّ يفوق التصديق. والخلاصة أنَّ نسبة هذا الرجل إلى طبع المنسوجات نسبة أركريت إلى غزل القطن. ومما يستحق الالتفات أنَّ بيل وشركاءه لم يقتصروا على تحسين مصنوعاتهم وجعلها من الطراز الأوَّل بل اجتهدوا أيضاً في ترقية شأن عمالهم فزادهم ذلك شهرة وشرفاً.
ومن مزايا السر روبرت بيل التفاتهُ إلى كلِّ اختراع جديد فعندما اختُرعت مادةٌ تُطلَى بها المنسوجات حيث يراد إبقاؤها بيضاء اشتراها من مخترعها بمبلغ كبير من المال وأخذ في امتحانها مدة سنة أو سنتين إلى أنْ بلغت غاية الإتقان فجعلت معاملهُ في رأس كل معامل طبع المنسوجات.
ومن جملة مؤسسي الصنائع القس وِلْيَم لي مخترع آلة الجوارب ويوحنا هِثكوت مخترع آلة حبك الخرج. أمَّا الأخبار التي وصلت إلينا عن اختراع آلة الجوارب ففيها بعض الريب والتناقض ولكنها تتفق في اسم المخترع وهو وليم لي وفي أنهُ كان فقيراً ودخل خادماً وتلميذاً معاً في مدرسة كمبردج سنة ١٥٧٩ ثم انتقل إلى مدرسة مار يوحنا