صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الفصل الثاني
٣٩

دينهُ. ونحو ذلك الوقت اقترن بامرأة فصار عليهِ أنْ يعولها أيضًا فباع بيتهُ وأخذ يفتش عن عمل فلم يستخدمهُ أحد لأن الجميع كانوا يعدُّونهُ كسلان كثير الأهوام. فلبث يتضوَّر جوعاً إلى أنْ وجد عملًا عند صانع حبال وبقيت امرأتهُ في ليون وكانت تعول نفسها بعمل برانيط القش. ولا يُعرَف من أمرهِ شيء إلَّا بعد مضي سنوات أتمَّ في غضونها عمل نولٍ لنسج المنسوجات الموشاة. ولم يمضِ على هذا النول عشر سنوات حتى شاع كثيراً وصُنع منه في ليون أربعة آلاف نول. ثم حدثت الثورة في فرنسا فانقطع عن عملهِ وتطوَّع للحرب بين المتطوعين الليونيين ولما أُخذت مدينتهم هرب وانضم إلى جنود الرن فارتقى إلى رتبة جاويش وقُتل ابنهُ بجانبه في إحدى المعارك فترك الجند ورجع إلى ليون وافتقد امرأتهُ فوجد أنها لم تزل تعمل برانيط القش فأقام معها ولكنهُ لم ينفكَّ عن النظر في أمر الاختراع حتى اضطرَّ أنْ يخرج من مخفاهُ ويسعى في عمل يعيش به فانضمَّ إلى صانع ماهر وكان يعمل عندهُ في النهار ويرجع إلى اختراعهِ في الليل حاسباً أن نول المنسوجات الموشاة يحتمل إصلاحات كثيرة.

وحدث يوماً أنهُ ذكر ذلك لمستأجره متأوهاً على ضيق ذات يده المانع لهُ من إتمام مقاصدهِ فأصغى إليهِ مستأجرهُ ومدَّهُ بمالِ كافٍ لكي يتمِّم اختراعه في ساعات العطلة. فلم تمضِ عليهِ ثلاثة أشهر حتى اخترع نولًا بديع الصنعة وعرضهُ في معرض الصنائع الذي اقيم في باريز سنة ١٨٠١ ونال عليه نيشاناً. وزارهُ الوزير كرنو في ليون وهنَّأه بنجاحهِ في اختراعه هذا. وفي السنة التالية أعلنت لجنة الصنائع في لندن أنها تعطي جائزة لمن يخترع آلة لعمل الشباك فأخذ جكار يتأمَّل في هذا الموضوع ولم تمضِ عليهِ ثلاثة أسابيع حتى اخترع الآلة المطلوبة فبلغ ذلك الإمبراطور نبوليون فدعاهُ إلى باريز وقابلهُ بالترحاب والإكرام كما يليق بمخترع عظيم ودام الحديث بينهما ساعتين