صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/53

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الفصل الثالث
٤٥

الفصل الثالث

في الخزافين الثلاثة العظام وهم بالِسي وبُتْغَر ووَدْجود

قال يوحنا رسكن: الصبر أفضل ما في العزم وما من لذة ولا قوة إلَّا والصبر أساس لها. والرجاء نفسه لا تطيب به النفس إذا صحبه الضجر. وقال الشاعر العربي:

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلَّا لصابرِ

في تاريخ صناعة الخزف أمثلة على الصبر والمواظبة من أشهر ما جاء في سير البشر. وقد انتخبنا من بينها ثلاثة وهي: ترجمة برنار بالسي الفرنساوي وجوان فردريك بُتغَر الألماني ويوشيا وَدْجود الإنكليزي.

إنَّ عمل الآنية الفخارية البسيطة كان معروفاً ومشهوراً من قديم الزمان عند أكثر الشعوب القديمة وأما عمل الآنية المدهونة بالمينا فأقلُّ قدميةً واشتهاراً على أنهُ كان معروفاً عند قدماءِ الترسكانيين الذين كانت تُباع مصنوعاتهم في عهد أوغسطس قيصر بثقلها ذهبًا ولم يزل شيء منها محفوظاً في متاحف في أوربا.

ومن الأمم التي اشتُهرت بهذه الصناعة عرب الأندلس وكان لهم معامل في جزيرة ميورقا قاحينما استولى عليها أهل بيزا سنة ١١١٥ وقيل إنَّ البيزيين أخذوا بين الغنيمة بعضاً من الآنية المدهونة ووضعوها في جدران كنائسهم القديمة في بيزا علامة لظفرهم ولم تزل فيها إلى يومنا هذا. وبعد ذلك بنحو قرنين أخذ الإيطاليون يمثلون صناعة العرب وسموا مصنوعاتهم ماجولكا نسبةً إلى محلِّ معامل العرب. ومحيي هذه الصناعة في إيطاليا هو لوقا دلَّا روبيا النقاش الفلورنسي. قال ڤزاري في وصفهِ: إنهُ رجل لا يملُّ من العمل يقضي النهار وإزميلهُ في يده ويحيي الليل