صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٥
الفصل الثالث

ولما بلغ بتغر قصد المنتخب عزم على الفرار فتغفَّل الحراس وفرَّ هارباً وبعد مسير ثلاثة أيام وصل إلى أنس في النمسا حيث ظن نفسه آمناً. فتأثَّره رجال المنتخب وقبضوا عليهِ وهو نائم ورجعوا به إلى درسدن رغماً عن مقاومته واستغاثته بالنمسا ومن ثمَّ أُقِيم عليه حرس شديد.

ثم نُقل إلى حصن كونجستين المنيع وقيل لهُ إنَّ الخزينة فارغة من النقود وإنَّ عشر كتائب من البولونيين لم يُدفَع لها شيء من رواتبها وهي بانتظار ذهبهُ ثم زاره المنتخب بنفسه وتكلم معه أمر الذهب وهدده بالقتل إنْ لم يعمل له ذهباً.

ولكن مرت السنون ولم يعمل ذهباً ولم يُقتَل بل حُفِظَت حياته لكي يكتشف شيئاً أنفع من تحويل النحاس إلى ذهب وهو تحويل التراب إلى خزف صيني فإن البرتوغاليين كانوا قد جلبوا آنية صينية من بلاد الصين وكانت تُباع في أوربا بأكثر مما يعادل ثقلها ذهباً. وقد وجَّه أفكار بتغر إلى هذا العمل العظيم كيماوي شهير يُسمَّى ولترفون تشرنهس وكان هذا الرجل مشهوراً بعلمه ومحترماً جداً في عيني البرنس فرستنبرغ وفي عيني المنتخب فقال ذات يوم لبتغر إذا لم تقدر أنْ تصنع الذهب فاصنع شيئًا آخر. اصنع خزفاً صينيّاً. فكان لكلامهِ وقعٌ عند بتغر فأخذ من تلك الساعة يجرب ويمتحن عساهُ أنْ يجد المواد التي يصنع منها الخزف الصيني ودام على ذلك زماناً طويلًا على غير جدوى. وأخيراً أتاه رجل بقليل من الطين الأحمر ليعمل منهُ بواتق فوجد أنه إذا عُرّضهُ لدرجة عالية من الحرارة يحوَّل إلى مادة شبيهة بالزجاج وصار كالخزف الصيني إلَّا في اللون والشفافية.

وهذا هو الخزف الصيني الأحمر وقد اكتشفه اتفاقاً ومن ثمَّ أخذ يصطنعهُ بكثرة ويبيعهُ كالخزف الصيني. إلَّا أنه كان يعلم أنَّ اللون الأبيض ضروري لهُ ولذلك لم ينفكَّ عن الامتحان أملًا أن يعثر عليه. فمضى سنون كثيرة ولم يبلغ مرادهُ وأخيراً أعانته الصدفة