أنْ يفقد هذا العبد النافع فأذن لهُ أنْ يتنزه في مركبة ومعهُ بعض الجنود لحراستهِ فتعافى قليلًا ثم أذن لهُ في أنْ يذهب أحياناً إلى درسدن ووعدهُ بالحرية التامة في كتابٍ كتبه إليهِ في أبريل سنة ١٧١٤ ولكن هذا الوعد أتى بعد وقتهِ لأن بتغر عاش بعد ذلك سنين قليلة في الذل والهوان عقلًا وجسداً من تأثير السكر والمرض والحبس. وفي الثالث عشر من مارس سنة ١٧١٩ وافتهُ المنية فحرَّرتهُ من سجنهِ ولهُ من العمر خمس وثلاثون سنة فدُفِن ليلًا في مقبرة جونيس في ميسن كأنه كلب. هذه هي سيرة أعظم مسببي غنى سكصونيا وهذه هي المعاملة التي عُومل بها والنهاية التي وصل إليها.
أمَّا معامل الخزف الصيني فكانت سبباً لاتساع ثروة سكصونيا ومنتخبها فاقتدى به أكثر ملوك أوربا. وكان الصيني غير الصلب يُعمَل في سنت كلود قبل اكتشاف بتغر بأربع عشرة سنة إلَّا أنَّ الصيني الصلب الذي اكتشفه بتغر أفضل منه كثيراً فأنُشِئت لهُ معامل في سڤر سنة ١٧٧٠ وهو الآن من أعظم ينابيع ثروة فرنسا لأنهُ أفضل من كلِّ ما يُصنَع في بقية الممالك.
الرجل الثالث يوشيا ودجوُد الخزَّاف الإنكليزي الذي لم تصبهُ مصائب شديدة بمقدار ما أصاب بالسي وبتغر ولكنهُ نجح أكثر منهما ولا سيما لأن الزمان الذي نشأ فيهِ كان موافقاً لنجاحه كما سترى.
بقيت البلاد الإنكليزية حتى أواسط القرن الثامن دون أكثر البلدان الأوربية صناعةً. وكان في ستفوردشير كثيرون من الخزَّافين ومنهم ودجوُد هذا إلَّا أنَّ مصنوعاتهم كانت بسيطة إلى الغاية فكانت البلاد تجلب خزفها الجيد من دلفت ومن كولون. ثم أتاها خزَّافان من نورمبرج وبعد أنْ أقاما مدةً في ستفوردشير انتقلا إلى شلسي واقتصرا على عمل الآنية المزخرفة. ولم يكن يُصنَع في كلِّ إنكلترا شيء من الخزف الصيني. وأمَّا الآنية البيضاء التي كانت تُعمَل