صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/74

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٦
في المزاولة والثبات

ساعتين متواليتين وعندما تنتهي الساعتان يغمى عليها من شدة التعب فتجرَّد من ثيابها وترشُّ بالماءِ والمنعشات وكان يصيبها مثل ذلك أيضاً عندما تنتهي من التمثيل

والارتقاء في سلَّم النجاح أمر بطيء جدًّا والنتائج العظيمة لا يبلغها الإنسان دفعة واحدة فعلى كل أحد أنْ يقنع بالارتقاءِ المتدرج. قال ده مايستر إنَّ سر النجاح هو أنْ يعرف الإنسان كيف يتوقع النجاح بالصبر. فعلى الإنسان أنْ يزرع قبل أنْ يحصد وكثيراً ما يضطرُّ أنْ يصطبر وقتاً طويلًا قبلما يصل إلى الحصاد. وأفضل الأثمار أبطؤها نضجاً. قال الشاعر

مَن جعلَ الصبر في مقاصده
وفي مراقيهِ سلماً سَلِمَا

وقال الآخر

لأستسهلنَ الصعبَ أو أدركَ المنى
فما انقادتِ الآمال إلَّا لصابر

ولا يستطيع الإنسان أنْ يتوقع بلوغ أمانيهِ بالصبر ما لم يجتهد في بلوغها عن طيب نفس. والاجتهاد وطيب النفس تسعة أعشار الحكمة وهما حياة النجاح وروحهُ. وما من لذة في الدنيا أتم من لذة العامل بعمله إذا كان عملهُ عن طيب نفس. قيل إنَّ سدني سمث الشهير لما كان كاهناً في إحدى القرى لم يحسب نفسه عاملًا في العمل الذي يصلح لهُ لكنهُ أخذ فيهِِ بسرور عازماً أنْ يبذل فيهِ جهدهُ فقال «قد صممتُ على أنْ أحب هذا العمل وأوفّق نفسي لهُ فذلك خير من الترفع عليهِ والتذمر منهُ» ومما يماثل ذلك قول الدكتور هوك عندما انتقل إلى عمل جديد قالٍ «حيثما أكون فإني سأفعل بقوتي كل ما تجدهُ يدي وإنْ لم أجد عملًا أوجدت عملًا لنفسي»

والمشتغلون بصلحة الجمهور أنْ يشتغلوا زماناً طويلاً بالصبر لأن كثيرين منهم قد زرعوا زرعهم فغمرتهُ ثلوج الشتاءِ وقبلما جاءَ الربيع وافتهم منيَّتُهم فمضوا ولم يروا نتيجة تعبهم. وفي مثل هذه الأحوال