صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/85

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الفصل الرابع
٧٧

النعل من يدي وقلت في نفسي لقد أصاب فلا بُدَّ من أنْ أترك هذه العادة حتى لا أدعهُ يقول مثل ذلك مرة أخرى ما دمت حيًّا ولا ريب عندي أنَّ هذا الصوت من الله فتعلمتُ منهُ أن لا أترك للغد ما يمكنني عملهُ اليوم ولا أتكاسل في عملي أبداً. ومن تلك اللحظة طرح السياسة جانباً وعكف على عمله محيياً أوقات العطلة في الدرس والمطالعة. ثم تزوَّج ومال إلى نظم الشعر وكان مكتبهُ المطبخ ومكتبتهُ المنفخ

وفي ذلك الوقت انتشر كتاب باين المعنون «بعصر العقل» ووقع عند البعض موقعاً حسناً فألف درو رسالةً ردَّ عليهِ وكان يقول بعد ذلك إنَّ عصر العقل صيَّرهُ مؤلفاً

ثم كتب كتباً أخرى ونشرها منها كتابه المشهور في جوهرية النفس وخلودها كتبهُ وهو يعمل في حرفة السكافة وباعهُ للطبع بعشرين جنيهاً وكان ذلك ثمناً كبيراً. وقد طُبِع هذا الكتاب مراراً عديدة ولم يزل من الكتب القيمة إلى يومنا هذا. ولم يغترَّ بما صادفهُ من النجاح ولم ينتفخ ككثير من المؤلفين الأحداث بل بقي يعمل في حرفتهِ إلى ما بعد اشتهارهِ بالتأليف وكان يكنس أمام باب دكانهِ بيدهِ. ولم يتوقع أنْ يعيش من قلمهِ بل من مِخْرَزه وإبرتهِ على أنهُ عزم أنْ يقضي كلَّ أوقات العطلة بالقراءة والتأليف ولكنه زاد علماً وشهرة حتى استُخدم منشئاً لإحدى الجرائد ومحرراً لبعض الكتب وكان يكتب في مجلة الأكلكتك وألَّف تاريخاً قيما لوطنه وكتباً أخرى. وبقي يقول إلى آخر دقيقة من حياتهِ إني ابتدأت من أدنى الدرجات واجتهدت دائماً في البلوغ إلى أعلاها بالمواظبة والاقتصاد والاستقامة وقد وفَّقتني العناية الإلهية وكلَّلت مساعيَّ بالنجاح

وممن اشتُهروا بالمواظبة يوسف هيوم الذي كان الثبات شعاراً لهُ وفاق مَن سواهُ بالاجتهاد والحزم مع أنَّ قواهُ العقلية كانت معتدلة فإن أباه مات وتركهُ صغيراً فعالتهُ أمّهُ بعمل يديها ووضعتهُ عند جرَّاح