الكشف وميزان صغير وبوري وقال لهُ هذه كلُّ الآلات التي أستعملها. وستوثرد تعلم صناعة تركيب الألوان من أجنحة الفراش وقد قال ما من أحد يعرف كم أنا مديون لهذا الحيوان الصغير. وولكي شرع يتعلم التصوير وقلمهُ فحمة وقرطاسهُ باب مذود. وبيوِك تعلم الرسم وقلمهُ الطباشير وقرطاسهُ الأبواب أيضًا. وفرغوسن عمل خريطة للأجرام السماوية على هذه الكيفية وهي أنهُ كان يذهب إلى البرية ويلتحف بإزار وينام على ظهرهِ ويقيس البعد النسبي بين جرم وآخر بواسطة سبحة. وفرنكلين عرف ماهية الصاعقة بواسطة الطيارة. ووط استعمل حقنة صغيرة في مثال الآلة البخارية التي صنعها. وجفُرد كان يحل المسائل الرياضية وهو صانع عند إسكاف على قطعة من الجلد بعد أنْ يصقلها بالتطريق. ورتنهوس الفلكي كان يحسب الكسوفات والخسوفات على مقبض المحراث.
وحوادث الحياة التي اعتدنا على مشاهدتها يوميًّا فيها ما يكفي الإنسان من الفُرَص والوسائط إذا لم يتأخر عن انتهازها. فالأستاذ لي الشهير تَنَبَّه إلى درس اللغة العبرانية إذ كان نجاراً برؤيته توراةً في العبرانية في كنيس دُعِيَ إليه ليصلح مقاعدهُ فاشترى كتاب نحوٍ عتيقاً في العبرانية بثمن زهيد وأخذ يدرس تلك اللغة بجد حتى أتقنها وصار مدرِّساً فيها. قيل سأل دوق أرجيل أدمندَ ستون كيف أمكنك وأنت ولد فقير أنْ تقرأ كتاب المبادئ لنيوتن باللاتينية فأجابهُ «إذا تعلَّم الإنسان الحروف الهجائية أمكنهُ أنْ يتعلم كلَّ ما يريد»
إنَّ السر ولتر سكت وجد سبيلًا لتوسيع معارفهِ في كلِّ عمل أخذ فيهِ وكان يستفيد من كلِّ حادثة ولو حدثت صدفة فلما كان كاتباً اضطرهُ عملهُ أنْ يزور البلاد العالية (في أسكتسيا) فتعرف بمن بقي من الأبطال الذين خاضوا معامع الحروب سنة ١٧٤٥ واقتبس منهم أخباراً كثيرة جعلها أساساً لأكثر تآليفهِ. ثم لما تقدم في السن جُعل رقيباً