صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/103

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين البنـاء حتى تصير متينة وسيقوم التلامذة بجميع تلك الاعمال وشاهـدت واديا صغيراً مغروسا بالاشجار يمتد من أرض المزارع الى مبانى المدرسة الموجودة على مرتفع عظيم يعلو عن النهر بمائة قدم تقريبا . وفى وسط ذلك الوادي غدير صغير من الماء قد اتخذ التلامذة فيه حياضا صغيرة جمعوا بينها بطرق ضيقة وقاموا بجميع ما استوجبته من الاعمال ولم يستعينوا ببناء الا في حالة الضرورة المطلقة . وعولت المدرسة على توسيع بنائها حتى يسع مائة تلميذ وهو اكبر عدد يرى الدكتور « ریدی » امکان قبوله ليتمكن من ادارته كما ينبغى . وقد شرع التلامذة تمهيداً لذلك في مقاس الارض وتخطيط البناء . ويوجد على مقربة من المدرسة معمل كيماوى ومصنع للنجارة يشتغل فيهما الطلبة تحت ادارة مسيو « هيرنومان » الذي رأيتموه في « ادنبورج » بأعمال متنوعة لانفسهم وللمدرسة . ومن بينهم في الثلاثة أشهر القابلة أن يعلموا التلامذة صناعة الخشب على طريقة « لويد » التي شاهدتموها مدة وجودكم هنا . وليس في داخل المكان شي من الزخارف التافهة غير ان أساس الغرف قد استجمع موجبات الراحة كلها ثم انى شاهدت على وجوه الطلبة وهم يتناولون طعام الضحى علائم الهناء والعيشة الراضية فاجتمعوا حول ست موائد صغيرة برأس كل واحدة منها أحد المعلمين وأنشدوا دعاء الطعام بهمة واشتياق ورأيت بينهم وبين معلميهم حرية تامة واطمئنانا كاملاً عادة هؤلاء أن يمشوا مع الطلبة وقت التريض ويعاملوهم كأنهم اخوة اكبر سنا لا باعتبار أنفسهم قوما ممتازين وهم يتحرون على الدوام استعمال الالفاظ المألوفة عندهم وقد ينطقون أحيانا ومن ۹۰