التعليم في المدارس الانجليزية وبينما كنت ذات يوم احادث صديقا لى بهذه المدرسة قال لى « انها لتجربة مفيدة غير أنى أرى فيها عيبا هو ان نظامها داخلي » والداخلية كما هي عندنا في البلاد الفرنساوية نظام مضر في الحقيقة بالتلامذة جسمها وعقلا لانها تجعل المدرسة ثكنة تحشد المئات من الاطفال في أماكن ضيقة وفى نظام اشتدت مقتضياته وذلك ادعى الى اضعاف الهم وأولى بتربية العساكر والموظفين منه بتربية عزيمة الافراد واطلاق الصراح لما فيهم من القوى وما فطروا عليه من الاقتدار . لكن من الخطأ الواضح عدم التميز بين هذه الحال وبين التي شرحناها فلا جامعة بينهما الا في الاسم . ومن الواجب التحرز من الالفاظ لأنها تطلق غالبا على مسميات لاشبه بينها فعدد الطلبة في تلك المدرسة محدود لا يزيد اليوم على الخمسين ولن يزيد في المستقبل على المائة كما صرح به الدكتور « ريدي » لعلمه ان الزيادة عن ذلك تعيق سير التربية . ثم انهم لا يخرجون من عائلاتهم الا ليدخلوا في عائلة أخرى وهى عائلة ناظر مدرستهم التي تقاسمهم الحياة في الماكل والمقام . فحياتهم في الواقع حياة عائلية على مثال أوسع . ثم انقطاعهم عن عائلاتهم أقل منه عندنا لان اجازاتهم أكثر من اجازاتنا ومدتها أطول : يسامحون سبعة أسابيع في الصيف وأربعة في الميلاد وثلاثة في الربيع وبذلك يقيم التلامذة بين عائلاتهم ثلاثة أشهر و نصفا في السنة على مرات متعددة ويظلون ذاكرين عوائدها وتقاليدها لكل نوع من أنواع الجمعيات تأثير خاص في طريقة التربية وهو الذي تنتزع منه الامة نظام مدارسها ۱۰
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/108
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.