كيف ينبغي أن نربي أولادنا وليس هذا بغريب لأن المرء في الجمعيات القديمة كان يعتمد على وسطه ويتبعه قوة وضعفا وسعة وضيقا أكثر مما كان يعتمد على نفسه وهمته وارادته الخاصة . وذلك الوسط اما أن يكون العائلة أو الداخلية في المدارس أو الفرقة العسكرية ( الاى ) أو المصلحة التي هو موظف فيها أو السياسة وهكذا . وكانت اللحم التي ترتبط بها حياته في الافكار والمعتقدات والتقاليد السياسية والعوائد الاجتماعية والدينية خارجة عن ذاته لا مستمدة منها . فهو يفكر أو يعمل على هذا النحو أو على ذلك لأنه رأى الوسط الذي عاش فيه يفكر هكذا ويعمل هكذا . ومتى انفرط عقد نظام هذا الوسط ذهب كل فرد على أم رأسه لا يدرى أين يضع قدميه لانه انما كان يقوم بذلك الوسط . ولقد كان الوسط في الهيئة القديمة قويا متينا مقوما لجميع الافراد وان ضعفت منهم العزائم وانحلت الارادة . وكان بين الوسط و افراده تفاعل هـذا يقوى داك فكان المجموع متمكنا في وجوده كالبيت العتيق لا يزال قائما لارتكازه على المنازل التي تجاوره . غير انه لا يلبث ان 114 يلبى داعى السقوط اذا هدمت تلك المنازل . وعليه ينبغي الحذر منها هذا هو الذي كان من أمر وسطنا الاجتماعي القديم فانك ترى اليوم بقاياه بعد ان تهدم منثورة في جميع الارجاء . وما كنا مستعدين لنخرج منه ونستعيض بغيره عنه . لذلك ضـل رشدنا وبقينا نطلب المعونة من اللاجئ التي تعودنا الحياة تحت حمايتها كالعائلة والطائفية والحكومة الجمهورية في نظر قوم أو اللوكية المقيدة في نظر آخرين ومن الكنيسة ومن كل شيء الا من أنفسنا وقد ملأنا الفضاء بالعويل بدل ان ننظر الى
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/122
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.