صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/123

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين الامم التي لا تعتمد على غير همة الافراد الذاتية فتقلدها ونحذو حذوها كما يفعل الرجال ١١٥ واذا اردت الوقوف على معاملة تلك الامم لا بنائها فاليك البيان : أولاً لا يعتبر الرجل فيها ان الابناء ملك له وجزء من ماله متمم لذاته كأن الاب يعيش في بنيه بعد وفاته بل ينظرون اليهم بصفتهم افراداً مصيرهم الى الاستقلال عنهم . ولذلك لاهم للاباء الا تعجيل هذا الاطلاق المحتم على النحو الاكمل ولا مرجع لا بوتهم الا هـذا . فلا يحملهم حبهم لا نفسهم على ابتلاع ابنائهم والصاقهم بجانبهم وتعويدهم ما اعتادوا واتخاذهم حاشية يتلذذون بالنظر اليها ويرتاحون لطاعتها وقلة متاعبها . اما نحن ففي جميل فأنى ميلنا لابنائنا جزء عظيم من حب الذات وان كانوا مستوراً بستر رأيت وكلنا رأى كثيراً من الناس رغبوا عن الزواج بعد ما رغبوا فيه لان الزوجين لا بد ان يقيما في مدينة غير التي يسكنها الوالدان وما ظنك بما لو وجب ان يقيما في بلاد أجنبية . والسبب في هـذا شدة حب الوالدين ولعمري لست أدرى ان كان يراد بهذا الحب منفعة الآباء او مصلحة الابناء ثاني من عادة أولئك القوم ان يعاملوا ابناءهم منذ نعومة الاظفار كانهم رجال كل واحد منهم قائم بذاته مستقل عمل سواه . وبهذه الواسطة يصير كل واحد منهم رجلا كبيراً وذاتا حقيقية اذ اكل امرء من دهره ما نمودا اما نحن فنعامل ابناءنا كالاطفال وهم صغار وهم كبار وبعد ان يصيروا رجالا لاننا تعودنا ان نعتبرهم اطفالا لعلة أنهم اطفالنا ثالثا يلاحظ الآباء في التربية حاجات الامة المستقبلة في الحياة غير .