كيف ينبغي أن نربي أولادنا ملتفتين الى ما اقتضاه الماضى ودرج عليـه الجيل المتقدم . فلا ينصبون انفسهم امام ابنائهم مثالا يمشون عليه ولا يشخصون الوسط الذي عاشوا فيه ليتبعوا خطواتهم فيه . اما نحن فنجرى في التربية على نسق اشراف السنين الاخيرة من القرن الماضي حيث كانوا في أول القرن الحالي يربون أولادهم على تقاليد الزمن القديم وعلى ما كان لهم فيه من المنزلة الممتازة والثروة التي فرت من بين أيديهم والبلاط الملوكي الذي كانوا يمرحون في جوانبه و آثار ليس فيها اليوم فائدة لكونها عفت واصبحت خيالا رابعاً لتلك الامم عناية كلية بصحة الابناء وتربية قوتهم الجسمانية الى الحد الممكن انماء لهمتهم المادية لا كما نفعل نحن من الاقتصار على الاعتناء ، بالصحة ثم نضحيها في الدرس والمطالعة و نهكها بالامتحانات ولوازمها والاقامة في المدن وما يتبعها . وهم لا يطلبون تلك القوة بالافراط في الرياضة البدنية او اجهاد الجسم بما يؤدي في الحقيقة الى ضعفه او التفنن في الحركات الجمنستيكية وانما هم من ذوى الحذق في معرفة لوازم الاجسام على اننا اليوم نحاول طرق ادخال الرياضة الجسمية الانكليزية في مدارسنا لنعتاض بها على الجمناس المضر عندنا وليس هو الا أثراً من آثار التفنن الجديد في التربية لا فائدة فيه وليس من حاجة صحيحة اليه ولكنا نحافظ دواما" على الوسط الذي تحدق بنا اني وجدنا . ولا نجهل ان قومنالم ينجحوا على الدوام في استعمال الرياضة الانكليزية عندنا لأنهم يضيفون اليها كما هي عادتهم في كل شيء كثيراً من الخلاعة والاعجاب كما لانجهل انهم ينظرون اليها كأنها وظيفة ادارية يشددون في تنظيمها وترتيب أوقاتها 116
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/124
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.