صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/126

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كيف ينبغي ان ترقی اولادنا في مواقف القتال فلا يعتقدون بان من الصنائع ماهو شريف ومنها ماهو وضيع بل يرون كما هو الاصح ان الناس رجلان كفوء وغير كفوء . وانهم عامل وكسول . هكذا يصير ابن ( اللورد ) زراعا أو صاحب مصنع او تاجراً ولا ينقص مثقال ذرة من شرفه ومنزلته لان الامر عام في أمته ، أجل هناك صنعة يحقرونها ويعدونها ادنى من البقية الا وهى صناعة الموظف والمشتغل بالسياسة وهم ينتقدونها من الجهتين الاولى انها صناعة تربح صاحبها كثيراً الا في الوظائف الكبرى . الثانية انها تفقد الرجل حريته ، ومن هنا يرى القارىء ان التربية الانكليزية السكسونية تميل قبل كل شيء بالانسان الى الحرية والاستقلال لذلك قلت تلك الصناعة في بلادهم وهى في بلاد انكلتراموكولة في الغالب الى الذين من أصل ( سلتی ) اوایرلندی او ايقوسى او من بلال الغال ويشغلها الارلنديون والالمانيون اصلا في الولايات المتحدة وقد قرر صديقي موسيو ( بول روسيه ) هـذه الحقيقة باجلى بيان في كتابه ( الحياة الامريكية ) الذي ألفه بعد زيارته للولايات المتحدة لاستطلاع أحوالها على طريقتنا ولشدة الميل الى تعليم الاطفال صناعة يدوية تجدهم يتعلمون الكثير منها بالتدرب والاستعمال وذلك لا يتأتى عندنا بغير المدارس . مثاله ان الرجل عندهم يصير مهندساً بالشغل في المصانع لا بالدرس في المدرسة وليست النظريات لديهم الا متممة للعمل في جميع الصنائع والحرف . ونحن على العكس من ذلك نحتقر بالعلم العمل . ودليله ان جمعية تقدم الزراعة عندنا تقيم في مدينة باريس وهى مع ذلك لا يتخرج منها الا موظفو ۱۱۸ .