بايديهم على جيوبهم ولكنهم مع ذلك لم يلوموا المؤلف بل عظموه ولم يعنفوه بل احترموه وعرفوا أنه مخلص يحب أمته ويطلب لها النفع والفخار فما منهم الا من أكرم مثوى الكتاب ورأى فيه تذكرة لأولي الألباب وأجلس صاحبه حيث يجلس الحكماء وأحله حيث تحل العظماء وسألوه ان يكون قائد حركة التعليم والهدي بهم إلى الطريق المستقيم فجاءه أرباب الغنى واليسار يقدمون له الأموال ومدونه بالنفس والنفيس و امتاز من بينهم ثلاثة عشر رجلا من سراة القوم عقدوا معه شركة واشتروا على مسافة ساعتين من مدينة باريس قصراً مشيداً وحديقة أنيقة وأرضاً فسيحة تبلغ الأربعة والعشرين فدانا و استخدموا المهندسين وأرباب الصنائع و الحرف في أعداد القصر مدرسة والبستان میدان تمرین و الغيط موضعا للتجارب والاختبار فقام كل واحد بماعهد اليه وأعلن عن افتاح المدرسة في شهر اكتوبر سنة ۱۸۹۹ للطالبين
وألف مسيو ديمولان کتابا آخر سماه ( التربية الجديدة ) ظهر في السنة الماضية ذكر فيه ما كان من أمر كتابه الذي نقدمه للقراء وضمنه نظام المدرسة الجديدة و بين الفرق بين التعليم الذي يقصده و بين التعليم الذي يجرى عليه قومه وجاء فيه على ذكر بعض الرسائل التي كتبت اليه من جميع الطبقات و كل الجهات وأهداه الى صديقه موسیو ( جول لومتر ) عالم من أرباب الافهام وكاتب نابغة بين أهل الأقلام قدر کتاب سر تقدم الانكليز حق قدره وساعد كثيرا بخطبه و قلمه على اذاعته ونشره
ولأجل أن يعلم القراء ما كان للكتاب من التأثير نلخص بعض شذرات
