صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/144

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التربية الفرنساوية تقلل المواليد لا يؤثر الا على طبقة المتنورين ولا بد لنا على كل حال من البحث عن علة ذلك الميل لانه ليس ناشئا عن طبيعة الاقليم الفرنساوى ثبت اذن أن الاسباب التي بيناها لا تنتج المعلول بذاتها وأنه لا بد فيها من سبب أكبر وأعم . ومهما كان ذلك السبب الذي نبحث عنه فهو لا بد أن يكون مؤثراً فى العائلة مباشرة تأثيراً قويا اذ العائلة هي مرجع التناسل في الامة ولا بد أن تكون العائلات في البلاد الفرنساوية على حالة صعبة مؤثرة عليها من هذه الجهة خصوصا اذا لوحظ أن العائلة تميل على الدوام الى الخلود فالرجل يحب أن يستمر وجوده بواسطة ابنائه واذا لم يكن هناك من الموانع ما يثنيه عن تلك الرغبة فانه ينساب اليها فيكثر نسله ويفرح بمولدهم والسبب في ذلك أن الاطفال يعدون فى تلك الحال من موجبات القوة ووسائل الارتزاق لا كلا على آبائهم . وما فرحهم آت الا من سهولة تعيش الابناء وعدم الحيرة فى تربيتهم طوعا لحركة الهيئة الاجتماعية التي يولدون فيها كما يشاهد ذلك عند الامم التي لم تتفرق عائلاتها بعد اذ ترى الآباء يرتكنون في تربية ابنائهم على المجموع . ومن هناك كان الشرق كثير النسل حتى لقد ظهر شعور الشرقيين بتلك الحالة في أمثلتهم العامة كقولهم « ان الله يبارك في العائلات كثيرة العدد » وكقولهم «ما أنعس المرأة العقيم» ومما يؤيده أن كثرة النسل لا توجد كما كانت في الاصل عند الفرنساويين الا في الجهات التي بقيت فيها العائلات مجتمعة على نفسها وهي قليلة كاقليم بروتانيا والبيريني والاقاليم الجبلية الوسطى وعلى خلاف ما تقدم نرى النسل ناميا عند الامم الاستقلالية لان