سر تقدم الانكليز السكسونيين ۱۳۹ مدار النسل مع قلنه في فرنسا على قليلى التبصر وعديمي الكفاءة . ولست أدرى ما الذى يدخره المستقبل لفرنسا وهذه حالة التناسل فيها ولنبين حينئذ ان هذه الحالة التى اختصت بها العائلة هي العلة الأولى فى الأسباب التي سبق بيانها فارادة الآباء في الاقلال من الابناء معلولة باستحالة تحصيل لكل واحد منهم اذا كثروا . ومن هنا كان الزواج حملا ثقيلا على الناس فهم يجتهدون فى الهرب منه ومتى خلص الواحد منهم من واجب القيام بشؤون عائلة كبيرة وعلم أنه لا يتحمل الا القليل من الاثقال كامها وولد أو ولدين مال بالطبع الى تحصيل قسم أكبر من اللذائذ الشخصية اذ مثل الآباء الذين لا أبناء لهم أو الذين ليس لهم منهم الا العدد القليل كمثل الأعازب الذين تمكن منهم حب الذات لذلك تراهم غير مندفعين الى الاقتصاد ولا ميالين الى حرمان أنفسهم مما يشتهون فليس عندهم عائلة كبيرة يجب عليهم ان يقوموا بشؤونها ومما يستوقف النظر أن حالتنا الاجتماعية تنتج معيشتين مختلفتين : فهنا آباء كثر عدد ابنائهم فضاق الرزق فى وجههم وعاشوا عيشة الحرمان وهناك آباء قل عدد أبنائهم فعاشوا في رغد وهناء يتوسعون في معيشتهم ويحصلون جميع لذائذهم كانهم ليسوا ممتزوجين . ومن جهة أخرى ترى الا بناء قد تعودوا الاعتماد على المهر أكثر من اعتمادهم على أنفسهم فمالوا عن طلب عيشهم بجدهم سواء كان فى فرنسا أو فى البلاد الأجنبية وفضلوا الانكباب على التوظف فى الحكومة ورأت هذه أنه لا بد لها من دفع تلك الغارة عنها فاكثرت من أنواع الامتحانات ولكنها لم تنجح بل تكاثر العدد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/147
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.