١٤٢ التربية الفرنساوية تقلل المواليد كثيرة العدد وعدم تعودهم من صغرهم على الاعتماد على أنفسهم في تحصيل عيشهم واهمالهم جانب المهر الذى يأخذونه من آبائهم أو الذي تأتيهم به نساؤهم وعدم اعتقادهم بان النجاح انما هو لمن قويت فيه القدرة على العمل وكان ذا عزيمة واقدام لا يؤدى الى تربية الرجال عندنا ولزم عليه ان ابناءنا بتعودهم على ما ألقوه من التربية التي تجعلهم يعيشون في حجور امهاتهم ويأكلون من حيث لا يعرفون اذا احتكوا بأولئك الاطفال الذين نشأوا بين عائلات كثيرة العدد و تربوا على نظام شديد من حيث العمل والاجتهاد يخسرون على الدوام ويتقهقرون خجلين . الا ترى ان تجارنا ومهندسينا يفضلون العمال الالمانيون أو السويسريين والصناع البلجيكيين أو التليانيين على أمثالهم من الفرنساويين اذ يجدونهم أشد اطاعة وأكثر عملا وأكبر اقتصاداً وأقل طمعاً . والواقع ان أولئك الاجانب يقتصدن من اجور لا تفى بحاجات الفرنساويين ولولا معونتهم لنا لما زادت قيمة متاجرنا الضعف ولاشتد عجزنا عن مقاومة المنافسة الاجنبية . والصناع الاجانب هم الذين عليهم مدار صناعتنا وزراعتنا بما أوتوه من سلامة العقل وقوة الجسم غيرانهم لا ينقذوننا من هذا الانحطاط الا بارفع الاثمان اذ وجودهم بيننا يضعف من قوة ارادتنا ويقلل من همتنا و نقص من انتشار نا ويثبط همتنا في الاستعمار ويذهب بنفوذنا فى العالم بل هو يؤثر أيضا على جنسيتنا لما يعتريها من التغير طبعا لاختلاطهم بنا
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/150
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.