صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/152

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤٤ التربية الفرنساوية مضرة بثروة الامة اضعاف ما كان يعلمه بدونها. وزيادة الانتاج تستدعى زيادة العمال ثم ان أكثر المصنوعات تستلزم مالا كثيراً لا يتأنى جمعه في كثير من الاحوال الا بواسطة الشركات من ومن فوائده أيضا تغيير طرق النقل والتسفير فيه امتدت السكك الحديدية وجرت سفن التجارة في عرض البحار وهذه الاعمال أيضا تطلب الاموال ما لا بد فى جمعه من الشركات . والفحم هو السبب في تأليف شركات المساهمة الكبيرة التي تشتغل بتنوير المدن بالغاز واستعمال الكهرباء وفتح قنال السويس وغير ذلك وهو الذى حمل الدول على اجراء الاعمال العظيمة ذات المنفعة العامة وكلما زادت قوة الفحم عظم اتساع تلك الاعمال حتى أصبحت أموال الخزائن لا تفي بالمطلوب وعمدت الحكومات الى الاقتراض فتألف لاقراضها شركات أكبر من التي سبق القول عنها هكذا عظم سلطان المال الى حد لم يكن في الحسبان حتى أصبح ذا ثمرة ذاتية أي من دون أن يأتى صاحبه عملا من الاعمال و تغير الاستثناء الى قاعدة كلية فبعد ان كان الغنى هو الذي له رأس مال يأتيه بالربح اشترك معه في ذلك الحقير الذي يقتصد المال اليسير بالكد الكثير . ومن تأمل في هذا التغيير الذي أحدثه الفحم وحده علم أنه تغيير لازم جاء من طبيعة الحال . ومقتضى الحال أشد قوة من ههم . الرجال ومن طلب مقاومة هذا التيار فقد ضل رشده اذ لابد له من الخذلان وليست الاسباب التى جعلت الناس يتهافتون على اقتناء السندات المالية الا أسبابا جوهرية جاءت من مقتضى الاحوال كالتي ذكرناها