سر تقدم الانكليز السكسونيين ١٥٣ والعمل فيتخذ الواحد منهم مصنعا يشتغل بإدارته أو يقصد التجارة ولكنه لا يرضى أن ينام على أوراق مالية يشتريها من أجل ذلك تجد التعامل فى الاسواق المالية عندهم يحصل على الدوام بالنقد فورا فكل بيع أو شراء تدفع قيمته بتحاويل يقبضها المحول اليه في اليوم الثانى ومن اشترى ورقا لزمه أن يأخذه من مكان ابتياعه وذلك من أكبر البواعث على الاقلال من أعمال تلك الاسواق فلا يقدم على العمل فيها الا من كان المال حاضراً في يده ولا يجد من يبتغى الكسب بالدين اليه سبيلا وعلى هذا يمكننا أن نقول بان هبوط الاسعار عند الامم الانكليزية لا يضرها كما لو حصل عند الفرنساويين اذ الاولى أقل من الثانية في استعمال الاوراق المالية ان الانصباب على تلك الاوراق فى البلاد الفرنساوية هو الذي جعلها كعبة القصاد من ذوى الاموال وما اليهودى الا بزرة لا تنبت الا في أرض تناسبها والا لانتشر زرعه في انكلتر او البلاد الاسكندناوية والولايات المتحدة وأوستراليا وغيرها ولكنه لم يهبط الى تلك النواحى لان المال فيها غير موجود فى الاسواق ولأن كل من كان له نصيب منه فيها يستغله بنفسه في أرضه أو صناعته أو تجارته . فحيث لا يجد اليهودى مالا يقتنصه وحينما يجد قوما يعرف كل واحد منهم طريق الدفاع عما اقتنى تراه ينسحب من نفسه أو أنه يفقد مافي بزوره من الفساد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/161
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.