سر تقدم الانكليز السكسونيين ١٥٥ اشتغلت الافكار بنشر التعليم فى البلاد الانكليزية حتى انتهى القائمون به الى تأسيس دروس متعددة في انحاء البلاد على الخصوص حول كل مدرسة من المدارس الكلية وتدوم تلك الدروس في الغالب شهراً واحداً زمن العطلة الصيفية ويجتمع اليها الطلبة من رجال ونساء رغبة في توسيع معلوماتهم وكل طالب أو طالبة يدفع جعلا معلوما . وقد نجح هذا المشروع جدا في تلك البلاد لكثرة الذين يميلون الى زيادة التحصيل علما بان العلم أكبر مساعد للانسان فى حياته فاذا جاء الصيف وحان زمان تلك الدروس رأيت الناس يكتتبون فيها مئات مئات في انكلترا والوفا الوفا في الولايات المتحدة ولقد تولانى الاندهاش أول مرة جلست فيها لالقاء الدرس في مدينة ايدنبورج لما رأيت أن عدد الطلاب يبلغ الستين الى السبعين اذما كان يخطر بالبال أنهم يبلغون هذا المقدار فى درس يلقى باللغة الفرنساوية وليسوا كلهم من طبقة واحدة بل من طبقات وأجناس مختلفة مما يفيد المتأمل في أحوال التربية وأحوال الاجتماع . فمهم بعض ذوى الاملاك العظام وفيهم الكثير من المدرسين والكتاب ومدير جمعية البحث في أحوال الامم بلندره وعدد من طلبة المدارس وفيهم من الشبان الذين يتلقون دروسنا في العلم الاجتماعي بباريس وقد أصابوا بمجيئهم الى ايدنبورج ومنهم بعض الفتيات وبعض المشتغلين بالتربية والتعليم والاعمال الخيرية من رجال ونساء وبعض المعلمين والمعلمات وهؤلاء أكثرهم بالطبيعة عددا ، واتفق اني قلت لاحدى المعلمات أن زميلاتها في فرنسا لا تردن ضياع زمن العطلة المدرسية
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/163
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.