صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/165

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين ١٥٧ انتظار نا فقابلتنا بلا تخيش كما تقابل السيدات المتعودات على الاجتماع واستمر الحديث بيننا بلا فتور وأخذنا حظنا من كل موضوع وقد ألفيتها تعرف اللغة الفرنساوية مما يدل على انها أخذت نصيبها من التربية ثم قدم الشاى على أحسن ترتيب وشاهدت الخادمة ليست بتلك المرأة السمينة المتخمشة في هيئتها البطيئة فى حركتها اللابسة لباس الريف المنتقلة فجأة من علف الماشية الى خدمة الظرفاء بل هى خادمة تدل اعمالها على علمها بواجباتها وقد اتشحت بفوطة بيضاء محبوكة الاطراف مكوية باتقان وعلى رأسها تلك الطاقية الحسناء التي تتقلدها الخادمات الانكليزيات في بيوت الكبراء . ولا شك في ان ذلك كله يدل على ان الرجل يعيش عيشة هناء ورخاء اذ لا يتأتى أن يكون قد أعد كل ما رأينا لاستقبالنا ولم يكن كذلك من قبل . ولقد أثر عندى هذا المنظر تأثيراً جعلنى على الدوام افكر فيه وأقارن بين ذلك الحال وما شاهدت فى غير تلك البلاد من نظائره فبالمقارنة تتبين الأشياء . وكأنى بالقراء وقد أدركوا انى لما رأيت صاحب ذلك المكان الانكليزى وتفقدت مقامه وخبرت نوع معيشته تذكرت أمثاله من أهل الزراعة الفرنساويين و معلوم ان أحسن أهل الزراعة عندنا هم سكان الشمال فهم الذين نرى من بينهم المتعلم المتنور أو الحائز للشهادة الثانوية والذي أحب الترفه وجمع في ه كثيرا من موجبات الراحة واتخذ له قاعة مخصوصة يستقبل الزوار فيها وتردى رداء الحضر لا رداء الصناع ولاحت عليه امارات رب المال الذي يديره بنفسه وعاش فى سعة وطاب طعامه ولذ شرابه . غير ان كل الناس بیته ليسواكهؤلاء ولست أقصد أهل الجنوب أو الوسط أو سكان « بروتانيا »