١٥٨ التربية الانكليزية تساعد على التزاحم في الحياة ممن لا فرق فى المعيشة المادية بينهم وبين الاجراء بل اترك هؤلاء لا تكلم عن أهل « نورمانديه » التى هى من الاقاليم الموسرة وانا الآن أتذكر واحدا منهم زرته مرداً وله من الاطيان مائة وخمسون هيكتومترأى كالذي يملكه صاحبنا الانكليزى وهو من الاغنياء بدليل انه جعل لابنه - ذلك الولد الوحيد - مهرا قدره مائة ألف فرنك وفى قدرته أن يعيش العيشة الراضية - ولكنه لا يميل اليها بل هو لا يدركها . تراه لابسا لباس العملة وهو القميص الازرق القصير الذي يلبس من فوق الا في أيام الاسواق والموالد فانه يلبس رداء رئاً من جميع الوجوه ليس فيه محل للنظافة أبدا وامرأته على مثاله تذهب بنفسها لتغسل الثياب من حنفية عمومية ولا فرق بينها في لباسها وحركاتها وحديثها وبين بنات العزبة كلهن وبيتهم من الداخل يشبه الساكنين فيه فكلهم يقضى حياته في قاعة كبيرة لها باب مطل على حوش العزبة وحيطانها مبيضة بالجير تلطيخا وهى عارية عن كل زخرفة وزينة وفيها من الاناث كله مائدة كبيرة عبارة عن ألواح سطحت فوق أعمدة تحملها وعليها يأكل الاسياد والخدم بلا فرش ولا غطاء وحولها مقاعد من خشب تناسبها وهى أربعة كراسي كل واحد على شكل مخصوص مصنوعة من البردى صنعا رديئاً ثم كانون الطبخ وماجور تغسل فيه الآنية هذا كل أثاث تلك القاعة ولم اختره من المستثنيات بل ذلك هو الحال الغالب عند الفرنساويين أجمعين وربما شاهد ذلك كل واحد من القراء مائة مرة الا انها حالة لا تشمئز منها نفوسنا لاننا نراها عادية طبيعية ونفهم ان الفلاح لا يمكنه يعيش الا هكذا لان الزراعة من لوازمها فقد موجبات
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/166
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.