صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/174

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التربية الانكليزية تساعد على التزاحم في الحياة على الطريقة الانكليزية التي هي المثلى . وقد شاهدت ان الانكليز حتى الذين يشتغلون بالتجارة والصناعة ويقضون نهارهم في المدن أكثر استعدادا للزراعة من صناعنا وتجارنا فهم أقرب اليها منا ويستسهلون الدخول فيها عنا فقد أخبرني أحد الاصدقاء موسيو « بياش » وكان يرافقنى انه زار أحـد مستأجرى العزب فعلم انه كان وكيلا لاحد البيوت المالية في ناحية وأصاب البيت جائحة فاقفل أبوابه وتخلى عنه ذلك الوكيل فاستأجر أرضا فسيحة وأقام في فلاحتها . وانى لا أخالني أجد كثيرا من أمثال هـذا الرجل في البلاد الفرنساوية 166 ". وقد بحثت عن علة استعداد الانكليز الى الزراعة فوجدتها التربية التي تكاد ان تكون ريفية لكثرة ما يوجد من الجنائن في مساكنهم يضاف الى ذلك ماهو لازم لنشأتهم الاستقلالية من الشغف بمعرفة الأشياء التي تقع تحت نظرهم أكثر من حبهم في معرفة الناس فيشبون على تعرف تلك الكائنات و تسهل عليهم عيشة الريف لمطابتمتها أيضا لرغبتهم في تحصيل رزقهم بأنفسهم فلا يبلغ الواحد منهم أبان الشباب الا وقد مارس غرس الاشجار وزرع البقول وتربية بعض الحيوانات المنزلية . كل ذلك يدركه الكثير من شبان الانكليز بمحض الفطرة من غير تعب ولا عناء وهذه معلومات لايحصلها عندنا الا الفلاحون ومن أقاموا على ادارة أموالهم بأنفسهم وقد شاهد أحد زملانا .وسيو « بيرو » آثار هذه التربية بادية حتى في مدارس المدن بالولايات المتحدة الامريكية عند ما ذهب اليها لغرض يتعلق بالجاننا الاجتماعية فرأى ان الاهتمام بالعلوم الطبيعية خصوصا