صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/175

سر تقدم الانكليز السكسونيين ما يتعلق منها بالنباتات والحيوانات هناك أكثر منه عندنا وانهم لا يقتصرون على تعليمها في الدرس بل يقرنون العلم بالعمل والمشاهدات . وكثيرا ماتدور ابحانهم على موضوع حي بين يديهم والمدرس يطلب من تلامذته أن يأتوه في الدرس القابل بفرع من شجرة أو ورقة ليلقى عليهم الدرس بمشاهدتها حتى يكون ادراكهم للشئ حاصلا بواسطة ذلك الشئ المأخوذ من مكانه الطبيعي . وظاهر ان هذه طريقة اثبت في التعليم وأبقى للعلم في الاذهان فيسأل التلميذ عن المكان الذي تنال منه الشئ و الارض التي كان موجوداً بهاء عما اذا كان لا حظ نموه وأمعن النظر في شكله وهيئته وغير ذلك 167 ومن المعلوم ان هذا التعليم غير ميسور الا اذا سكن التلامذة أو بعضهم في الخلاء أو كانوا به متصلين كأن يكون في مدارسهم أو على مقربة منها بساتين يأخذون منها ما يحتاجون اليه في درسهم لاحظ «تاين» في الانكليز هذا الاستعداد لمزاولة أعمال الزراعة والميل الى المعيشة في الارياف واذكر عنه انه كتب في بعض مؤلفاته ان الزراعة من المسائل التي تجرى المسامرة فيها في البيوت بين المجتمعين من أهل وزوار حيث يدور البحث على طرق اصلاح الاراضي ويسرى الحديث الى الجزئيات والاستشهاد بالامثلة وكل واحد من الناس يميل الى هذا الحديث ولالنساء فيه حظ الرجال وعليه فلا يستغرب ان زوجة صاحبنا الذي أشرنا اليه تكون مستعدة بكمال الرضاء الى مصاحبته في سكنى أراضيه التي يريد أن يتولى إدارتها بنفسه وقد حادثتني في هذا الموضوع مليا فرأيت منها العزيمة صادقة وانها عولت