التربية الانكليزية تساعد على التزاحم في الحياة من القوة والاقتدار من دون معونة الذين تربى في حجورهم وهي الحالة التي يعبر عنها الانكليز بقولهم « مساعدة المرء لنفسه » و « التزاحم في الحياة» ومن المحقق ان طبقة اشراف الانكليز وما يتبعها من حقوق الارشدية والايصاء بانتقال الملكية من الوالد الى الولد آتية من مبدأ يخالف ما تقدم فهي أثر من آثار الجمعيات الاتكالية القائمة على قاعدة مساعدة العائلة لا بنها مما ينزل بهمته الى الحد الادنى ويكفيه مؤنة مساعدته لنفسه ومزاحمته في الحياة . فارشد العائلة الشريفة في بلاد الانكليز ينشأ كما ينشأ أهل جمعية الاتكال ۱۷۲ دخلت طبقة الاشراف الوراثية بلاد انكلترة مع « النورماند » الذين وفدوا عليها بقيادة غليوم الفاتح ونحن نعلم ان الفاتحين من النورماند هم من أمم الاتكال تجمعوا من كل الجهات طمعا في الغنائم وأخصهم من فاسـدى الطباع ومن لا خلاق لهم ولا أرض يطمئنون فيها . والتاريخ بدلنا دلالة واضحة على كيفية احتشاد تلك الجنود وبين لنا بيانا كافيا كيف نزلوا الى بلاد الانكليز وانهم انفرطوا بين أهلها وقاسموهم أرضهم فاختصوا بأحاسنها ولكنهم لم يطمئنوا اليها كاطمئنان السكسونيين أو المهاجرين من أهل الامم الاستقلالية . واستمر السكسوني المغلوب يزرع الارض لمنفعة النورماند والنزاع القائم بين الفريقين انما هو نزاع بين جمعيتين من نشأتين مختلفتين كل الاختلاف و بقـدر ابتعاد النورماند عن الاطمئنان الى الارض ومزاولة أعمالها تمسكوا كل التمسك بما يرجع الى نشأتهـم الاتكالية وهو الشرف الوراثي
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/180
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.