سر تقدم الانكليز السكسونيين الذي ينتقل من الوالد الى الولد وأقاموا على ما أوجدوا من ذلك الى يومنا هذا فأضر واكثرا مدى قرون عدة بالعنصر الانكليزي السكسوني أو الاستقلالي في انكلتره . وليس من مطلبي ان أبين في هذا الكتاب كيف انتهى الحال باجتياز الانكليزي تلك العقبات وتغلبه على هاتيك العوائق التي قيدته أزمانا طوالا وصيرورته صاحب المقام الأول بما أودع فيه من القدرة على المقاومة والاحتمال والحياة التي تفوق حياة غالبة كثيرا ولكنى أشاهدان من نتائج نصره حصر السلطة الملوكية في أضيق دوائرها فمن المعلوم ان الانكليز انتهوا بتأسيس نظامهم على ان تحكم الامة نفسها بنفسها وذلك من خصوصيات النشأة الاستقلالية . وكان وصولهم الى هذه الغاية في الزمن الذي استولت فيه النشأة الاتكالية على ازمة الامة الفرنساوية فافضى أمرها الى سيطرة لويز الرابع عشر واستبداده المطلق في حكومتها غير ان الانكليز لم يتخلصوا من جميع آثار النورماند فيهم بل بقى لهم منها طبقة الاشراف الوراثية واكتفوا في ابادتها بأن قللوا من شأنها وجعلوها كالملوكية اسمية لافعلية مع بعض الامتيازات السياسية كوجود قسم من افرادها في مجلس اللوردات ولم يناضلوهاعلى هذا الامتياز لانهم وجدوا مزاياه راجحة على مضاره حتى الآن . وبيانه ان الانكليزى وأعنى به القسم السائد من الانكليز ذا النشأة الاستقلالية ميال بالطبع الى الصنائع والحرف لما قدمناه من احتياج الشبان الى تحصيل مرتزقهم بأنفسهم من دون التفات الى ثروة آبائهم أو انتظار مهور نسائهم وبما أودع فيهم منذ طفوليتهم من محبة العمل والاقدام عليه سدا لتلك الحاجة التي يعرفونها ومن وقف على . . ۱۷۳
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/181
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.