صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/184

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۷۶ التربية الانكليزية تساعد على التزاحم في الحياة هي الراجحة مدار النشأة الاستقلالية على أن الرجل لاقيمة له الا بنفسه وقدرته على العمل وهمته ومثابرته ولا فرق بين الناس وبعضهم الا بما كان راجعاالى تلك الصفات ودخول طبقة رفيعة المقام بمقتضى الوراثة والتناسل قد أوجد بجانب هذا الاصل فكرا آخر اتكاليا مادته ان الرجل ليس شيئاً بنفسه بل قيمته تأتيه من عائلته وعشيرته وحزبه الذي ينتمي اليه وظاهر ان هذا تغيير عظيم كما أشرت اليه لانه يغير مثال الامة في أصله ونحن أهل القارة لانشمئز كثيرا من هـذا الفكر لا ننا ربينا كلنا في فكرة الاتكال على اختلاف في قوة تأثيرها عند كل فرد بذاته ولذلك نرى تقسيم الناس الى طبقات بحسب النسل والعشائر أمراً طبيعيا . الا أن الامر ليس واحدا في انكلترا لا سيما عند مجموع الامة حيث النشأة الاستقلالية ثابتة الدعائم في الاذهان وكثيرا ماشاهدت هذا الشعور عندهم وهو ظاهر في كتاب ألفه مسيو ( شاكيرى ) وسماه (كتاب المستشرفين ) في التنديد على الذين يحبون الشرف ويميلون اليه . والمستشرف هو الذي يعجب بالامراء ويقلدهم فيما يفعلون وما يقولون ويتخذ كل وسيلة للتحكك فيهم والالتصاق بهم ولا ينظر في أحوال الناس ويحكم على أعمالهم برأيه ونظره بل بما يراه أولئك الامراء الذين جعلوا لهم حياة على حدة . قال المؤلف « لقد يستغرب الانسان من انتشار اللوردية والاهمية التي صارت لها في هذه البلاد وكيف يصح في بلدنا التي يقال لها حرة أن تعبـد رتبـة الآباء ( اللوردية ) حتى لم يبق فينا واحد لم ينخدع بخيلائها ولم ينبطح على بطنه اجلالا لها وتعظيما