سر تقدم الانكليز السكسونيين في أقاليم « أوفرنيا » و « وسيفين » و « بيريليه » و « الب » و « بروتانيا» ومعلوم أن أهل تلك الاقاليم هم أشد الناس محافظة على النشأة الاتكالية وربما كانوا أكثر من غيرهم اهتماما بامتلاك المساكن والاعتناء بها واستبقائها لخلفهم ولبيان الفرق بين النشأتين من حيث المسكن يجب التمييز بين نظر كل واحدة منهما اليه . فالاتكالية تنظر الى المسكن من حيث هو وجود مادى والاستقلالية تنظر اليه من حيث هو أمر معنوى وهو تمييز لم يسبق لاحد الالتفات اليه وبدونه لا يمكن الوقوف على كيفية اعتبار المسكن عند كل واحدة من الهيئتين ۱۸۳ يراد بالبيت عند الامم الاتكالية مجموع الاثاث والبناء والارض والناس من أهل وأحباب وجيران فالفكر متعلق على الدوام بالاشياء والناس والتعلق شديد لان من خصائص أهل الاتكال ان يعتمدوا على الاشياء والناس أكثر من اعتمادهم على انفسهم ومن أقوال أهل «اوفرنيا» و« بيرسيه» « يجب أن يكون للبيت دخان » وهم في سبيل استبقاء دخانه يسترخصون كل ثمين فيرضى الاولاد الثواني باقل من نصيبهم الشرعي ويعيش الاعمام والعمات غير متزوجين كي يتركوا للوارث الذي أوصى اليه المتوفى من السعة ما يمكنه من حفظ الغيط والدار وقد يكون لهم من ذلك ملجأ يستفيدون منه أحيانا ، والخلاصة أن نظرهم الى البيت نظر الى المكان المخصوص . وهذا هو السر في صعوبة تركه والابتعاد عنه كان أصحابه قد التصقوا بارضه والتحقوا بحيطانه . وهو أيضا السر في حب أهل الريف لبيت أجدادهم ودار أهليهم ورغبتهم الشديدة في صيانتها وتركها ارثا لمن يأتى بعدهم . هذا
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/191
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.