المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز هو نظرهم الى البيت من الجهات الثلاث استقراره وملكيته وتوارثه فهم يتعلقون به تعلق النبات المتسلق بالجدار العتيق وكانهم مثله يرتكنون على هذا فان اقوام النشأة الاتكالية يسكنون ذلك ذلك الوجود المادي . ومع البيت الموروث الذي خلفه لهم الاجداد والآباء على ابسط ما يكون من الاحوال وما من شيء يستوقف المتأمل مندهشا في تلك البيوت أكثر من استقرارها وعدم الاستقرار فيها واعنى بذلك كيفية سكناها التي تكاد أن تكون على الفطرة الاولى ١٨٤ اذا دخلت بيت ريفي من الروس أو البلغار أو أهل « اوفرنيا » أو البرينيه »أو «بروتانيا»أو «بروقانص» وسألته عن أصله أجابك في الغالب أن عائلته تسكنه جيلا بعد جيل من قرون ماضية وعلمت من هذا أن البيت مستقر اى استقرار ورأيته يحبه حبا لا مزيد عليه . ثم اذا نظرت الى كيف يسكنه رأيته أشبه بعائلة ما كادت تفرغ من حط رحالها اذ اذ يقع بصرك على اثاث قد اهمـل شأنه وعلى مطبخ قذر ومخـدع وسخ قل فيهما الضوء وقد تكون الغرفة الواحدة مطبخا ومأكلا ومناما للعائلة كلهـا وقد يلاصقها الاصطبل فلا يفصل بينها الا حاجز من الخشب تنبعث من خلاله الروائح الكريهة . هكذا تجد اولئك الذين احبوا بيتهم ذلك الحب لا يحبون ان يحسنوا سكناه . اولئك قوم لايحبون البيت من حيث هو ولكنهم يتعلقون به من حيث اعتمادهم عليه او طلبا للسمعة أو تظاهرا و تفاخراً فيتباهون بكونهم من سلالة تلك العائلة التي تقادم عهد سكناها في البلاد وظلت تملك العين الواحدة السنين الطوال ولها قرابة مع عائلة كذا mit
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/192
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.