المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز الا أن الاهتمام بذلك هو أول شيء يلتفت اليـه أهـل النشأة الاستقلالية ذلك لان الرجل منهم لا يعتمد على العائلة أو العشيرة أو العلاقات قلت أو كثرت وان شئت قل انه لا اعتماد له على وسط صناعي بل اعتماده على نفسه فهو يسكن البيت لنفسه وهو مقيم لا نزيل ولا يعطى الحياة الخارجية الا يسيراً وكل الذي في امكانه موجه الى حياته الداخلية فالبيت ويسميه اسما لا يمكن التعبير عنه بغير لغته وقد أودعه روحه ووجوده وهو ( هوم ) بمعنى مأوى أوملجأ ولهذا الاسم عندالانكليزى السكسوني معنى أكبر وابعد عن المادة من الاسم الفرنساوى ( فوبيه ) أي بيت فهو يدل خصوصا على الاقامة الداخلية والنظام الذي يستريح له الساكن كل يوم مما اختص به ذلك العنصر لا فرق بين الاجير والريفي ومن فوقه من الطبقات الوسطى عنده استقلاله حصن ۱۸۶ ولست اقصد الحكم على هذا التصور عندهم بل اريد أن أقف على حقيقته وان ابينها للقراء كما هي لان الامم امتان مختلفتان تتمشى كل واحدة منها في طريق يخالف سبيل الاخرى ومبدأ الخلف سكنى المنازل فمن المفيد جدا تمام العلم باول مااختلفوا فيه ويتجلى الفرق بينها من حيث اعتبار المسكن بامرين الاول ان أهمية المسكن عند ام الاستقلال اقل منها عند امم الاتكال فالمسكن الغالب عند الاولى عبارة عن بيت صغير لا يحتوى من الغرف الا على ما يفي بسكنى عائلة عادية باولادها . ويتبع البيت في الغالب بستان يختلف في سعته على حسب درجة الساكن من الغنى وباعتبار سكنى الريف
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/194
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.