سر تقدم الانكليز السكسونيين نشأة الناس في تلك البيوت هي التي تعطل صفاتهم في التجارة وتعوقهم عن الارتقاء أدبيا بين الذين يخالطونهم مع ماهم عليه من القناعة والتعود على الاقتصاد والتوفير . وهذه الحال ظاهرة في وصف البياع الشراء الاوفرني في باريس « راجع كتاب الصناع في الدنيوين جزء رابع صحيفة 311 و ۳۱۲ » حيث جاء فيه « تنقسم تلك الفئة الى قسمين أهل أوفرينا وأهل نورمانديه وكلاهما قنوع ميال الى الاقتصاد يهرب من مخالطة العملة الباريسيين خشية من كثرة انفاقهم « ما أجمل » ويشترى الاوفرني الملابس البالية وبالاخص القبعات والاحذية التي لم تعد صالحة للاستعمال ولكنه غير ماهر في ذلك كمزاحمه لذلك يتخوف منه على الدوام اذا اجتمع الاثنان في بيت لمساومة ما فترى الناس يركنون الى النورماندي بما امتاز به على رفيقه من الموادعة والادب وهو أحسن منه لباسا وأعذب منه لسانا و بمهارته يتغلب على صاحبه في جميع الاحوال على التقريب ومن أجل ذلك يترك الاوفرني مع ما اختص به من الثبات والمقاومة الاتجار في الملابس العتيقة على كثرة ربحه منها الى مزاحمه النورماندى ليشتغل في الخرق البالية والحدائد العتيقة والعظام وجلود الارانب » ويعرف القارئ مما تقدم كيف ان التربية الخشنة الناتجة عن حالة سكنى البيت تمنع الاوثرني من الارتقاء حتى في تجارة لا تقتضى تربية عالية . ولا شك في أنهم لو حسنوا سكناهم لاستفادوا مما يصرفون في هذا السبيل ربحا جزيلا وذلك الربح هو الذي يستفيده الانكليزي السكسوني من تنظيم ملجأه 195
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/203
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.