سر تقدم الانجليز السكسونيين الاشجار والاعتناء بها . نعم ذلك شيء يسير الا انه جعل فيهم همة وهيأ لهم عملا برتاحون إليه رهي فائدة كبرى . بقى الهجوم على أحجار الوحوش التي يأوى اليها أوائك التعساء لجعلها بيوتا محترمة وترتيبها بحيث تنمى في النفس قيمة الانسان و تنبئه بكرامةالسكن الذي يتمكن صاحبه من الارتياح به والراحة فيه حتى تنبعث الهمة الى ترتيبه وتجميله وهنا محل الصعوبة كما لا يخفى ولحسن الحظ حدث ان مدير المعمل تغير بمدير جديد ومن رأى هذا الاخير اصلاح تلك المساكن وستكون هذه فرصة مناسبة تتيح لصاحبنا أن يحمل أولئك السكان على تحسين مساكنهم . وقد وعد بأنه يراقب ذلك ويتبع حالة العملة المذكورين في التغيير والترقي ويساعدهم عليه جهده ويسطر النتيجة التي يصل اليها . ولا يتيسر للانسان أن يقف على مجرى الاحوال كما ينبغى الا اذا انحصرت في دائرة صغيرة تسهل مشاهدتها ربما يخطر بالبال ان أكبر عائق في ترقى العملة من حالتهم الى أحسن منها قلة ذات يدهم الا ان المشاهدات لا تؤيد الا ان المشاهدات لا تؤيد هذا الظن لأنه يوجد بين العائلات التي تشتغل في ذلك المعمل واحدة يرى انها أشدهم بؤساً فمسكنها اسحق المساكن وأبناؤها الستة اتعسهم حالا وهي مفلسة على الدوام لا تفتأ تطلب من المدير مقدما جزاء من أجرها وقد أثقلتها الديون وحجز على قسم من استحقاقها . ومما يدل على ماهى فيه من الشدة ان المرأة اشتغلت يوما في بيت صاحبنا في نظير فرنكين فطلبتهما قبل أن تغادر البيت وقالت انها لا تملك فلسا واحداً تقتات به وزوجها وأولادها . فمخاطبة مثل هؤلاء في تحسين مساكنهم تظهر بادئ بدء كأنها سخرية واستهزاء اذ القوم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/211
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.