سر تقدم الانجليز السكسونيين ٢١٥ عضواً ومع ذلك لست على يقين من أنهم يستحقون هذا الاسم جميع و الاولى أن لا ندقق البحث فيهم وليس من الطبيعى ان تكون تلك المهنة على ماقد علمت من الاهمية العهد لما يرتبط بها من المنافع العمومية ولكثرة عدد المحترفين بها وان يكون هذا عدد النائبين عنها ولا بد لهذا التباين فى النسبة من مؤثر قوى قديم نشأ عنه عندنا هذا الأثر الذى لا يشاهد مثله في الامم الاخرى ولا أراه الا هرب كبار أصحاب الاطيان من الزراعة وهجرهم الريف بسكنى المدن وقد بدأ بهذه الهجرة منذ قرنين المدد العديد من الاشراف أصحاب الاراضى الواسعة وتكاتفوا بين جدران مدينة فرساى » حيث أصبحوا حاشية للملك وتباعا في معيته واتبعهم في ذلك أواسط أرباب الاملاك من أهل الريف ليس من بلد أهملت فيها الزراعة واحتقر الاحتراف بها مثل ما أهملت واحتقرت في فرنسا حتى ان الرجل لا يرضى ان يكون ابنه زراعا الا اذا راه لا يليق للاحتراف بغيرها وأصبحت معيشة المرء في أرضه أشد وقعاً على النفوس من أتعس المنافى وقد يفضل الفرنساوى وظيفة فى « برسلونيت ) على المعيشة فى أرضه التي يملكها وأرادت الجرائد الجمهورية سنة ١٨٧١ ان تحط من منزلة بعض أعضاء الجمعية الملية العمومية فاكتفت بأن وصفتهم بأنهم « ريفيون » ... أصبح التباعد عن الزراعة وما يتعلق بها أمراً عاديا عندنا حتى ان قساً من قسس باريس قال ذات يوم لاحد أصدقائى وكان من سكان ولايته (كيف تكلف نفسك ان تعيش في الريف وفى امكانك مع ما أنت فيه من
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/223
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.