صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/224

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢١٦ اهل السياسه في فرنسا و في انكلترا سعة المال ان تعيش عيشة راضية في باريس ) اذا كانت هذه الافكار مما تقرر في الاذهان حتى عند أعظم الرجال كمالا ووقاراً لم يعد من المستغرب ان تفقد النسبة بين أهل الزراعة وبين عدد النائين عنهم في مجلس النواب ولا ان ينوب عنهم من كان أقلهم جدارة واستعداداً . ولا حق لأرباب الأملاك الواسعة ان يلوموا الا أنفسهم على سقوط اعتبارهم عند المنتخبين الذين يفضلون عليهم غيرهم من الاطباء والموثقين ووكلاء الدعاوى والمحامين كما سنبينه لست أنسى حادثة شهدتها فى مجلس « لا بلى » وهى انه جاءه في اليوم الثاني للانتخابات العمومية رجل من أصحاب الاملاك الواسعة في اقليم صبانتر » وشكا اليه من ان الانتخاب لم يصبه وكان يتألم كثيراً من ذلك لانه وأباه من قبله وجده كانوا نوابا عن أهل ناحيتهم وصار يصخب ويفوق سهام الملام على المنتخبين ويندب فساد الافكار وانتشار مبادئ الثروة الى غير ذلك من الاقوال فقاطعه « لا بلى » سائلا ( سيدى الكونت أين كان يسكن جدكم قال في أرضه وكان لا يأتي باريس الا نادراً قال وأين كان يقيم والدكم قال لما تزوج أبي اتخذ مقامه الحقيقي في باريس قال وأين تقيمون قال وأنا كذلك فقال له « لا بلى » وقد أخذ في كلامه ما كان يعرف عنه من انتهاز مخاطبه أحيانا اذن لاحق لك فى شكواك من المنتخبين . هب أنهم أقاموا على الولاء لك بعد ولائهم لا بيك الى يومنا هذا مع انك تركت الاقامة بينهم والاهتمام بمصالحهم وصرف المال الذي تأخذه من بلدهم فيها لكنهم سموا طول المدى فاختاروا لهم رجلا أقل صفاته انهم يرونه في كل امع