صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/226

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۱۸ اهل السياسة في فرنسا وفي انكلترا السنة بتمامها . ومما يطيل أوقات الاجتماع ما اعتادوا عليه اثناء انعقاد الجلسات من كثرة المقاطعة وحشو المباحث بالامور التافهة والانتقال منها الى الشخصيات والجنوح الى السفسطة والصبيانيات ولذلك اسباب سنأتى على ذكرها فيما بعد كل هذا يستغرق وقتا طويلا ويستلزم ادامة الجلسات الا قليلا . وليس فى استطاعة أهل الصناعة والتجار ان يتركوا اعمالهم هذا الزمن كله لذلك تراهم يفضلون العزلة عن الانتخابات ولا يترشحون الى النيابة . ومما يزيدهم رغبة فى العزلة حالة الترشيح التي صارت بحيث لا تروق في أعين أهل الجد والكمال الذين تعودوا الاخذ والعطاء في الامور المهمة اذ ينبغى لمن يترشح لعضوية المجالس ان يعرض نفسه للمطاعن الفادحة التي يوجهها اليه سوء النية وللشتام والسباب التي ترميه بها الجرائد المضادة لمذهبه . كذلك ينبغى ان يحضر الاجتماعات العمومية وليس الهدو وسلامة الذوق من مميزاتها . وليس في الاستطاعة مقاومة تلك تلك الافخاخ المائجة الا اذا كان الرجل متعودا على الكلام عارفا بطرق التمليق والاكثار من الوعود حتى ماعزي الوفاء به عالما باساليب التفيهق ورص الجمل الطنانة التي لا معنى فيها وتلك حال لا يحسنها من تفرغ لاعمال الصناعة والتجارة الكبرى فانها اعمال لاتؤهل صاحبها الى مثل ذلك ولا تجعله يرغب فيه . أما أهل الصناعة والتجارة الذين يقتحمون اخطار الانتخاب فهم واحد من اثنين . فأما رجل أمن على مكسبه وصار بذلك قليل الاهتمام بحركة صناعته او بجارته فخرج عن مجري الاحوال فيها وأما رجل خاب في صناعته أو تجارته فلم يبق لديه مايخاف عليه ان تركها